اتفق حكماء القارات كلها على إن ملامح الإنسان في طفولته تعكس ملامحه الشخصية في مرحلة النضج, وتعبر عن خصائصه النفسية, وتعد مقياسا لذكائه وفطنته, ويمكن الرجوع إليها لمعرفة قدراته الفكرية والعقلية بعد سن المراهقة. .
فصورة الإنسان في مرحلة الطفولة تعد عند علماء الهندسة الوراثية والجينية والخلقية والفسيولوجية والسيكولوجية هي المقياس الصحيح للتكهن بشخصيته حينما يبلغ العقد الرابع أو الخامس من عمره, وتتعدد التفسيرات المعتمدة في فك شفرة هذه الدلالات السلوكية تمهيدا للوصول إلى تشخيصها وتحديدها في المراحل العمرية اللاحقة. .
من هذا المنطلق أضع أمام حضراتكم صور لطفل بدين يرتدي بيجاما رثة, ويقف طفل آخر إلى جانبه, وقد بدت عليه علامات الهزال وفقر الدم, وهو يرتدي سروالا وفانيلا, ويحمل في رقبته تعويذة هندية, في وضع يعبر عن البؤس والتشرد, واترك لكم حرية التكهن بمستقبل الطفل البدين (الدثو), أو (الدثوي), أو (الأهبل), أو (الثخين), وأترك لكم أيضا حرية التكهن بمستقبل الطفل النحيف الذي يقف إلى جانبه, لتقولوا لنا ما المستقبل الذي ينتظر هؤلاء. .
أغلب الظن أنكم ستقولون إن البدين سيطرد مبكراً من المدرسة لغبائه المفرط, وسيعمل فيما بعد سائقا لسيارات البضائع الثقيلة على الطرق الخارجية, أو سمكريا أو ميكانيكياً في ورشة لإصلاح الإطارات المعطوبة بوظيفة مؤقتة, أو مساعداً لبنجرجي, وستقولون عن الطفل النحيف انه سيصبح بائعا متجولا أو صباغا للأحذية, أو نادلا في مطاعم الوجبات السريعة. .
لكنكم ستصابون بدهشة عظيمة عندما تعلمون إن الطفل البدين صار في غفلة من الزمن أميرا لدويلة خليجية متمردة, وزعيما لزوابع الويلات والنكبات التي عصفت بمستقبل الأمة العربية كلها, وقلبت عاليها سافلها, إما الطفل النحيف فهو وزير خارجيته والمتحكم الأول بقرارات الجامعة التي لا تجمع ولا تنفع. .
ألم أقل لكم: الروس نامت والعصائص قامت
وعيش وشوف
18/5/13406
https://telegram.me/buratha