كشفت الصحافة السعودية خلال الاسبوع الماضي عن نزاع حاد بين أبناء الأمير سلطان حيث يسعى النافذون منهم الى نفي وانكار نسب أخيهم الأمير طلال الشاعر المعروف بلقب "المُجلي"، وتفجرت القضية بعد نشر جريدة عكاظ الأحد الماضي 26 مايو الجاري تقريراً عن شعره مذيلاً باسمه وحمل العنوان "هل تخطف الأغنية إبداعات الأمير طلال بن سلطان بن عبد العزيز" وبعد تعرضها لضغوط عنيفة من قبل الأميرين فهد وخالد بن سلطان، نشرت في اليوم التالي اعتذاراً ونفياً لنسب الأمير طلال الى أسرة آل سعود...
لن ينتهي مسلسل فضائح أمراء الأسرة السعودية الحاكمة، فعلى مدى العقود الماضية من عمر الدولة السعودية الثالثة تكشفت أسرار تتعلق بحياتهم الشخصية والأسرية، وأخرى تتصل بفساد ممارساتهم السياسية والاقتصادية.
بات الحديث عن تجاوزات الأمراء ضد حقوق أفراد الشعب في الجزيرة العربية وتعدياتهم على المال العام وانتهاكهم القوانين والأنظمة حديثاً مستهلكاً ومكرراٍ رغم تجدد فصوله وأحداثه بشكل شبه يومي، ورغم تكاثر الضحايا والمتضررين.
تقريرنا اليوم سيتناول حكاية ذات لون مختلف..
دأب أمراء آل سعود على الزواج من القبائل والعوائل الكبرى لتجسير العلاقات وكسب الحلفاء، وهي عادة تقليدية بدأها أبوهم عبد العزيز أبان غزواته لمناطق الجزيرة العربية، وليس من معلومات دقيقة وموثقة بشكل قطعي عن أعداد زوجات وأولاد الأمراء، فهناك زيجات سرية تتكشف بعضها للصحافة والاعلام والرأي العام، فيما يظل أغلبها طي الكتمان، فضلاً عن حالات سفاح أنجب من خلالها الأمراء أولاداً وبنات غير معترف بهم ولم يظهروا للعلن، إلا عبر وشوشات وأحاديث خافتة في المجالس الخاصة.
تشير المعلومات التي يتداولها المهتمون بشأن الأسرة المالكة، وتلك التي يتناقلها المطلعون على خفايا العلاقات الداخلية في البيت السعودي من الصحفيين العرب والغربيين، بأن لولي العهد الحالي الأمير سلمان، والراحل الأمير سلطان، عدداً من الأولاد أنجبتهم نساء أفريقيات حبشيات وسودانيات كن خادمات لدى الملك عبد العزيز، ومارس أولاده المذكورين الجنس معهن وحملن منهم!.
فرغم حرص آل سعود على التفاخر بنسب زوجاتهم واشهار ارتباطهم مع القبائل والأسر الكبرى نجد أن هناك تكتماً على ذكر أمهات بعض الأمراء البارزين أو تتم الإشارة لهن بالاسم الأول فقط، كما هو الحال مع الأمير بندر بن سلطان الأمين العام لمجلس الأمن الوطني ورئيس الاستخبارات، حيث لا شيء يذكر عن والدته سوى أنها "الخيرزانة"!! فيما تشير المعلومات المتطابقة إلى أنها امرأة سودانية كانت تعمل خادمة في منزل الملك عبد العزيز، وأن والده الأمير سلطان حاول انكاره ولم يعترف بأبوته له إلا بضغط مباشر من أخيه الملك فيصل، الذي تعهد بتربية الأمير بندر وتعليمه!.
الأمير سلطان وبحسب المعلن من المعلومات فقد تزوج 18 امرأة أنجب منهن 33 طفلاً، 18 ذكراً والباقي إناث، وأن 6 من زوجاته من بيت آل سعود.
الصحافة السعودية كشفت خلال الاسبوع الماضي عن نزاع حاد بين أبناء الأمير سلطان حيث يسعى النافذون منهم الى نفي وانكار نسب أخيهم الأمير طلال الشاعر المعروف بلقب "المُجلي"، وتفجرت القضية بعد نشر جريدة عكاظ الأحد الماضي 26 مايو الجاري تقريراً عن شعره مذيلاً باسمه وحمل العنوان "هل تخطف الأغنية إبداعات الأمير طلال بن سلطان بن عبد العزيز" وبعد تعرضها لضغوط عنيفة من قبل الأميرين فهد وخالد بن سلطان، نشرت في اليوم التالي اعتذاراً ونفياً لنسب الأمير طلال الى أسرة آل سعود وجاء في اعتذار الصحيفة "نشرت أمس قصيدة شعرية منسوبة لمن ادعى أنه الأمير طلال بن سلطان بن عبدالعزيز، وحيث تبين أن الاسم مختلق، فلا وجود له بين أسماء أبناء الأمير سلطان بن عبدالعزيز (يرحمه الله)، ولا علاقة للمذكور أيضا بأسرة الأمير سلطان بن عبدالعزيز من قريب أو بعيد وإنما هو يدعي ذلك، فإن عكاظ إذ تنوه عن هذا الخطأ لتعتذر بشدة لأسرة الراحل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز عما سببه هذا الخطأ من التباس وأثر غير مقصود".
الأمير طلال المولود في 10 فبراير1984 للأميرة "هناء الهاشمي" أردنية الأصل ترتيبه 13 أو 11 بين أولاد الأمير سلطان الذكور، وهو عضو شرف في نادي النصر الرياضي، ويعيش مع والدته في بيروت حيث يكمل دراساته العليا.
وسبق أن نشرت صحيفة الشرق السعودية حواراً مطولاً مع الأمير طلال ابن ولي العهد السابق في عددها (35) الصادر بتاريخ 8 يناير 2012 بعنوان "الشرق تحاور الأمير الشاعر طلال بن سلطان" إلا أن الصحيفة تعرضت لضغوط أجبرتها على حذف الحوار من نسختها الالكترونية في موقعها الرسمي على الشبكة، وقد استطعنا أخذ صورة ضوئية للحوار عن النسخة المطبوعة والمثبتة في موقع الصحيفة.
وكانت صحيفة المرصد الإلكترونية قد نشرت تقريراً بعنوان "بالفيديو: مجهول ينتحل شخصية أمير ويظهر في لقاءات تلفزيونية وإذاعية وحوارات مع صحف سعودية" أعده الإعلامي "بدر بن فضيلة" نفى عبره نسب الأمير طلال للأسرة السعودية، ثم نشرت "المرصد" تكذيباً صادراً عن مكتب الأمير طلال بن سلطان جاء فيه: "أكد مكتب صاحب السمو الملكي الامير طلال بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود لـ"المرصد" وذلك عبر مجموعة من الوثائق والخطابات الرسمية "تحتفظ المرصد بنسخة منها" أن شخصية الأمير طلال بن سلطان بن عبد العزيز شخصية حقيقية وليس كما زعم الاعلامي السعودي أنها شخصية وهمية .وقال مكتب الأمير ل"المرصد" بأن صاحب التغريدة كاذب و حاقد مغرض لا يستند على أي دليل".
وكان التلفزيون السعودي الرسمي قد استضاف الأمير طلال بن سلطان على فضائية القناة السعودية الأولى يوم الثلاثاء 2011/4/26 وآنذاك كان الأمير تركي بن سلطان نائباً لوزير الثقافة والاعلام، وقد تسبب البرنامج في إقالة المذيع محمد الرديني الذي أجرى اللقاء على الهواء مباشرة من بيروت، وانهاء عقد شركة "كريتيف" التي يعمل معها الرديني والمتعاقدة مع التلفزيون السعودي.
وقد نشرت صحيفة الحياة من مكتبها في بيروت حواراً مفصلاً مع الأمير أجراه الاعلامي بيير عازار في السادس من أبريل العام 2010 رغم ملكيتها للأمير خالد بن سلطان، ما يشي بأن مكتب بيروت لم يكن على اطلاع بالصراع الدائر بين الأمير طلال وأخوته.
وتحفل الصحافة العربية بتغطيات وتقارير ومقابلات كثيرة وموسعة مع الأمير طلال بن سلطان، فيما يبدو أنه ينشط في الظهور الاعلامي بهدف مواجهة محاولات نبذه وتغييبه ونكران انتمائه للأسرة السعودية، ويلاحظ أن ظهوره الاعلامي المكثف تصاعد في أعقاب وفاة والده ولي العهد السابق، ما يشير للارتباط وثيق الصلة للنزاع الدائر بقضية الإرث ونصيب الأمير طلال ووالدته في تركة ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز البالغة 270 مليار دولار.
وللقصة فصول لم تكتمل...
38/5/13610
https://telegram.me/buratha