انتشر في الاونة الاخيرة اجهزة الجيل الثالث من التلفونات المحمولة والتي تتميزبعدد من البرامج التي تتيح لحاملها سهولة الاتصال والتواصل سواء من خلال برامج الاتصال المجانية كـ"الواتس اب" و "الفايبر" و "التانجو" وغيرها من البرامج التي صنعت خصيصا من اجل التجسس والدليل على ذلك انها تتيج لك الاتصال مجانا ,بالاضافة الى انه عبرها تستطيع تحديد مكان من يهاتفك او من تود الاتصال به.
من المؤكد أن جميع ممن يملك الجوالات الذكية قد سمع عن البرنامج الشهير " Viber " أو " فايبر " بالعربية ، فهذا البرنامج ذاع صيته في السنوات الأخيرة بين كل مستخدمي الهواتف الذكية اذ قدر عدد مستخدميه حول العالم بأكثر من 100 مليون مستخدم ، ولكن دعونا نتعرف أولا على نبذة تاريخية عن الشركة المصنعة لهذا البرنامج ، وعن أهم البلدان التي ينتشر بها .
وحول تقنية الشركة ومدى الخدمات التي تقدمها اوضح الباحث والمختص في امن المعلومات م.بدر الدين بدر انه بحسب موقع "ويكيبيديا" الشركة مالكة هذا البرنامج هي شركة " فايبر ميديا " ومقرها المعلن عنه في دولة " قبرص " وهي لا توفر أي وسيلة للاتصال بها عدا صندوق بريد، ولا توجد أية معلومات عن ماهية الشركة أو هوية موظفيها على الموقع الخاص بها ،مشيرا الى ان الشيء الوحيد الذي يمكننا التأكد منه أن هذه الشركة تقدم خدماتها بشكل مجاني لكافة مستخدميها حول العالم .. !! وحتى أنها لا تعتمد على نشر الإعلانات لجني الأرباح منها .. !!
واضاف عند البحث عن مالك هذه الشركة نتفاجأ أنه "تالمون ماركو" إسرائيلي الجنسية ، والذي عمل لفترة لا تقل عن 4 سنوات في أجهزة الأمن الإسرائيلية وشغل مناصب عدة فيها كان أهمها منصب " المدير التنفيذي المسئول عن المعلومات في القيادة المركزية ، موضحا انه بالعودة بالزمن إلى الخلف قليلا فإن " تالمون " خريج من كلية العلوم والحاسوب في جامعة تل أبيب الإسرائيلية .
واكد الباحث المختص في امن المعلومات ان ذكر اسم " تالمون " يعيد الى أذهاننا البرامج التي قام بتطويرها قبل البرنامج المريب " فايبر " والتي من أهمها برنامجي iMesh – Bandoo" " ، فأما Bandoo فهي إضافة لموقع فيسبوك تقوم بتثبيت برامج تجسس و برمجيات خبيثة ، وأما " IMesh " فكانت وظيفته آنذاك تبادل بشكل عادي جدا للملفات بين الأجهزة المتصلة عبر الانترنت ، ولكن وجد الباحثين بعد فترة من الزمن أن هذا البرنامج له وظيفة غير معلنة تتمثل في تنزيل وتثبيت برامج خبيثة وأدوات تجسس على الأجهزة المثبت عليها !!
وبالاشارة إلى برنامج الفايبر نفسه ، اكد م.بدر انه بمجرد تثبيته على الهاتف يعطي نفسه كامل الصلاحية لقراءة جميع جهات الاتصال المخزنة على هاتفك ، وحق الوصول إلى سجل مكالمات الهاتف حتى تلك التي ليست ضمن سجل البرنامج نفسه ,مشيرا الى إن الشركة تحتفظ بتلك السجلات لمدة تصل إلى 30 شهر من تاريخ إجراء المكالمات.
ونوه الى ان البرنامج "الفايبر" يحدد منطقتك الجغرافية ، كما و يقوم بتسجيل صوتك أثناء مكالماتك التي تجريها أو حتى من غير أن تجري أية مكالمات !.
واضاف ان للبرنامج "الفايبر" الحرية في الدخول إلى الاستديو المخزن به صورك الخاصة ولقطات الفيديو عبر هاتفك ، كما أن له كامل الصلاحية في الدخول إلى كل الملفات المخزنة على هاتفك ، وحتى معرفة البرامج المثبتة على هاتفك المحمول !!
واستعرض الباحث في امن المعلومات الخطوات الذي يلعبها برنامج التجسس الشهير "فايبر" موضحا ان كل من يقوم بتثبيت " فايبر " يوافق على شروط وسياسة الاستخدام التي تفرضها " فايبر ميديا " على المستخدمين ، والتي من أهمها أنه يمكن أن تكشف الشركة عن معلوماتك أن كان ذلك ضروريا للحالات التالية (الامتثال للقانون ،حماية حقوق الشركة ،حماية أمن المستخدم أو أمن العامة ) ,مشيرا الى ان هذه الشروط بالتأكيد فضفاضة وتسمح للشركة بالكشف عن معلوماتك لأي جهة دون علمك .
ونوه الى أن النسخة الجديدة من البرنامج تعطي الإمكانية لمستخدميه أن يجروا مكالمات صوتية مجانية ليس فقط بين مستخدمي البرنامج أنفسهم ، وإنما أيضا عبر التليفونات الأرضية ، وأحيانا تكون قيمة هذه المكالمات زهيدة جدا مقارنة بخدمات أخرى مشابهة ، وأعتقد أن مطوروا هذا البرنامج أضافوا هذه الميزة الجديدة لزيادة لهفة مستخدمي هذا البرنامج ، ولجعل الرغبة باستخدامه تزداد مع علمهم أن هناك من تنبه لأهداف البرنامج وبدأ يحذر منه ومن خطورته ..
أما عن البلدان التي يكثر فيها مستخدمي هذا البرنامج ، فإنه ووفقا لموقع " غوغل تريندز " فإن هذا البرنامج يكثر استخدامه وطلبه في البلدان العربية ( كما هو موضح في الصورة رقم 1)
وردا على السؤال الذي قد يطرحه البعض بأنه لا يوجد في هاتفه أو مكالماته ما هو مهم ويخشى عليه من السرقة أو التجسس ، قال: لمثل من يطرح هذا السؤال أن مثل شركة فايبر تعتمد بشكل كبير على هذا النوع من المستخدمين " المستهترين " ، والذين يشكلون كنزا معلوماتيا لها مشيرا الى أن أجهزة الاستخبارات وبالذات الإسرائيلية وكما ورد على لسان قادتها لا يستهينون بأية معلومة يحصلوا عليها ، ويجمعوا البيانات المفككة ويبنوا عليها ليصلوا إلى معلومات استخباراتية كاملة تفيدهم وتضر بنا .
ووتابع: "يبقى السؤال الأهم هو كيف لشركة مثل شركة " فايبر ميديا " أن تبقى مستمرة في تقديم خدماتها لهذا العدد الضخم جدا من المستخدمين حول العالم بشكل مجاني دون مطالبتهم بمقابل مادي !! ولمصلحة من تعمل هذه الشركة ؟ ومن هو ممولها ؟".
موضحا ان الشركة هدفها الاساسي بيع المعلومات للجهات الاستخباراتية .
واضاف: بناء على كل المعلومات الذي سبق ذكرها لا يدع مجالا للشك ان هذه الشركة شركة استخباراتية بحتة لربما تقوم ببيع ما تملكه من معلومات حصلت عليها عن طريق التجسس على مستخدميها لأطراف أخرى كدولة الاحتلال الإسرائيلي !!
وحذر الباحث في امن المعلومات من خطورة الاستخدام لهذه البرامج والتي قد تضع الشك عند العديد من اجهزة الامن من هؤلاء الذين يستخدمون تلك البرامج وخصوصا "الفايبر" ,مؤكد: "أعتقد أن يقبل أي شخص أن يضع في جيبه جاسوس لا يبقي أي معلومات موجودة على هاتفه إلا وينقلها إلا أطرافا مجهولة لا يحق لها الحصول عليها" !! .
37/5/140205
ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha