أحمد لعيبي
تترائى لي صورة رجل
يحدق بالشفاه الذابلة...
وينظر بالوجوه ويراقب الكفوف...
يركض بين الجموع يحمل الصغار اذا تعثروا..
يضع كتفه مسندآ للكبار المتوجهين صوب قتيل الله..
يقف بين المواكب يستذكر خيام عمته العقيلة زينب فيرش عليها الماء رغم ان خيام المواكب ليست محترقه..!
يقلب قدور الطبخ بيده ويتذوق ملحها الذي يشبه غيرة عمه العباس..
يضع عبائته على رأسه ويغطي بها كل من مسته نسمة برد..
يمسك بيده كأس ماء لكنه لا يشربه..
يحمل معه عصا على شكل عمود خيمة..
يستريح في مواكب الفقراء ويقيم معهم العزاء..
يقف تحت قبة الحسين ويرفع يده إلى فوق...
يبكي بحرقة الفاقد ويلطم صدره بألم الغياب..
يشم رايات جده ويرفعها كلما مالت بها الريح ..
يتوسط بين الجموع ويقرب المتخالفين ويمد يده لتحمي القاصدين..
يتعثر كثيرا في ساحة مابين الحرمين كلما سمع مناد ينادي فلان عمتك او اختك او والدتك بالانتظار...
يركض ركضة طويريج وعينه على العباس فهو ظهر مكسور وعليه يدور
يقف على التلة الزينبية ويمسك متنه ويبكي بصمت وحرقة..
يبتسم وهو يرى الصغار يتشبهون بعبدالله الرضيع..
ويحمل القربة بحضنه وهو يخشى عليها من الثقب..
يسمع قصيدة (يحسين بضمايرنه )
ويبكي على صوت عبدالزهرة الكعبي وهو يقرا المقتل...!
ثم يرحل ويعود..
ثم يثور في كل عاشور..!
https://telegram.me/buratha