أشارت دراسة أُجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية لصالح محرك البحث العالمي جوجل إلى أن القيمة السنوية لشبكة الإنترنت بالنسبة للاقتصاد البريطاني تساوي 100 مليار جنيه إسترليني (حوالي 158 مليار دولار أمريكي).ووجدت الدراسة أن الإنترنت تساهم بما قيمته 7.2 بالمائة من قيمة الناتج الإجمالي المحلي في بريطانيا.وقالت إنه لو اعتُبرت الإنترنت قطاعا اقتصاديا قائما بذاته، لكانت خامس أكبر قطاع في الاقتصاد البريطاني، لتتخطى عندئذ كلا من قطاعات الإنشاءات والنقل والصناعات المتعلقة بالمرافق والخدمات.
وتشكل المبالغ التي تُنفق على استهلاك الإنترنت، أي ما ينفقه المستخدمون على التسوق عبر الشبكة العنكبوتية وعلى خدمات التوصيل والأجهزة المستخدمة للوصول إليها في بريطانيا، 60 بالمائة من مبلغ الـ 100 مليار جنيه المذكورة.أمَّا المبلغ الباقي، فيأتي من خلال الاستثمارات في قطاع خدمات البنية التحتية للإنترنت، وإنفاق الحكومة على تكنولوجيا المعلومات والصادرات التي تتم عن طريق الشبكة.
وقال التقرير، وعنوانه "المملكة الموصولة بالشبكة: كيف تحوِّل الإنترنت بريطانيا"، إنه من المتوقَّع أن تنمو مساهمة الإنترنت بالناتج الإجمالي المحلي بحوالي 10 بالمائة سنويا، بحيث تصل إلى ذلك الرقم في عام 2015.
ووفقا للدراسة، فإن بريطانيا هي الدولة الأولى في العالم من حيث الاعتماد على التجارة الإلكترونية، إذ يتم تصدير ما قيمته 2.80 جنيها مقابل كل جنيه يُنفق على الاستيراد عبر الإنترنت.وحول ذلك يقول التقرير: "هذا هو عكس ما نلاحظه في الشركات التي لا يعتمد اقتصادها على الإنترنت، والتي تصدِّر ما قيمته 90 بنسا فقط مقابل كل جنيه تنفقه على الواردات.كما تلعب شركات الإنترنت دورا محوريا في تأمين الوظائف، إذ يُقدَّر عدد العاملين في تلك الشركات حوالي ربع مليون موظف.ولاحظ التقرير أن الشركات الصغيرة التي تستخدم الإنترنت بشكل نشيط وفعال تحقق نموا في مبيعاتها يساوي أربع أضعاف ما تحققه الشركات التي تعتمد بشكل أقل على استخدام الشبكة.
كما يسعى التقرير أيضا لعقد مقارنة بين بريطانيا والدول الأخرى الأعضاء في منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، إذ تحتل المملكة المتحدة المرتبة السادسة بين تلك الدول من حيث استخدام الإنترنت، متفوقة بذلك على كل من ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا.أمَّا الدولة الأكثر استخداما للإنترنت في الاقتصاد فهي الدنمارك، تليها كوريا الجنوبية في المركز الثاني، فاليابان في الترتيب الثالث.وينقل التقرير عن بول زويلينبيرج، الشريك في مجموعة بوسطن الاستشارية، قوله: "يُعتبر استخدام الإنترنت أمرا رائجا على نطاق واسع في الاقتصاد البريطاني اليوم، وذلك بشكل أكثر من معظم الدول المتقدمة".
وأضاف زويلينبيرج قائلا: "يجري حاليا تحويل العديد من الصناعات، بما فيها الإعلام والنقل والتأمين والأزياء، من خلال الإنترنت".وبدوره، قال مات بريتين، المدير الإداري لجوجل في بريطانيا: "الإنترنت هي عمود أساسي بالنسبة للاقتصاد البريطاني".وأضاف قائلا: "لقد بلغ هذا القطاع سن الرشد، ومع وجود إمكانات عظيمة لتحقيق مزيد من النمو، سيكون اقتصاد الإنترنت في بريطانيا أمرا حيويا لرخاء البلاد المستقبلي".
https://telegram.me/buratha