بعد انتشار المصارف الاسلامية وبشكل واسع في عموم البلاد اصبحت هناك رغبة شديدة من قبل المواطنين في التعامل مع البنوك ذات الطابع الاسلامي كونها لا تؤمن بمبدأ الفائدة المترتبة على الاموال المودعة والمقترضة.ودعا عدد من النواب وخبراء المال الى تشريع قانون جديد للمصارف الاسلامية لينظم عملها والمساهمة في تنمية اقتصاد البلد.عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النائب عن /ائتلاف الكتل الكوردستانية/ جاسم محمد حسين، قال: إن المصارف الاسلامية حققت نجاحات كبيرة في العراق بسبب طبيعة المجتمع العراقي الذي اغلبه مسلمين، مشيراً الى ان مسلمي العراق على وجه الخصوص لديهم التزام ديني وعقائدي كبير ويخشون امور كثيرة لاسيما في استثمار الاموال نتيجة للفائدة المالية المترتبة على المال.وأضاف حسين أن البنوك الاسلامية الان تفوقت وبشكل كبير على المصارف التجارية بدليل انها بدأت تنتشر وبشكل واسع في عموم البلاد، لان هذه المصارف تمنح قروض مالية خالية من نسب الفوائد، فاغلب المواطنين وحتى اصحاب رؤوس الاموال يفضلون المصارف الاسلامية دون غيرها.وأكد: اهمية تشريع قانون جديد خاص للمصارف الاسلامية ويكون معزولاً عن قانون المصارف العام يضع الافكار الاسلامية في طبيعة عمل البنوك لكي تحقق نجاحاً اكثر وتنظم عملها.بينما أفصح المدير التنفيذي لرابطة المصارف الاهلية عبد العزيز الحسون، عن وجود نية لدى البنك المركزي لتشريع قانون خاص للبنوك الاسلامية، لأن عملها يتعارض مع بعض مواد قانون المصارف العراقية.وقال الحسون إن المصارف الاسلامية تحتاج لأن تعمل بأطار قانوني واضح، لأن عملها يتعارض حالياً مع ما نص عليه قانون المصارف رقم (94) لسنة (2004)، خصوصاً في مجال الاستثمار والمشاركات التي تحقق الارباح.وأوضح: أن البنك المركزي كتب مسودة قانون خاصة بعمل البنوك الاسلامية ونوقشت مع رابطة المصارف الاهلية، والان تم عرضه الى السلطة التشريعية (مجلس النواب) لاقراره، مبيناً، أن القانون سيسمح للمصارف بممارسة الصيرفة الاسلامية التي تختلف كثيراً عن الصيرفة التقليدية.وكان رئاسة الجمهورية قد اصدرت، قانون انشاء مصرف النهرين الإسلامي رقم (95) لسنة 2012 برأسمال قدره 50 مليار دينار عراقي ، مشيرا الى ان من مهام المصرف، ممارسة أوجه النشاط المصرفي في داخل العراق وخارجه، و القيام بأعمال التمويل والاستثمار في شتى المشاريع والأنشطة. ويذكر ان الحكومة الاتحادية اعلنت، في شهر نيسان من العام الحالي، عن موافقتها على مشروع قانون مصرف النهرين الإسلامي بناءً على طلب من وزارة المالية، مبينةً أن للمصرف هيئة للرقابة الشرعية تتألف من 4 أعضاء من ذوي الخبرة والاختصاص في الفقه الإسلامي وأصوله.اما عضو اللجنة المالية النائب عن /التحالف الوطني/ امين هادي، ارجع اسباب توجه الحكومة التشجيع لفتح مصارف اسلامية كبيرة في البلد الى زيادة ثقة الجمهور بها كونها لا تؤمن بالربا وتخلو من الفوائد المالية، مشيراً الى ان نجاح تجربة فتح منافذ اسلامية في المصارف العامة دفعت الحكومة التفكير في فتح بنوك اسلامية صرفة.وقال هادي نتيجة لنسبة الفوائد المالية العالية التي تفرضها بعض المصارف الحكومية والأهلية والتي تصل الى (8%) و(10%) قررت الحكومة بفتح نوافذ اسلامية في مصرفي الرافدين والرشيد لمعرفة مدى اقبال الجمهور لها، مشيراً الى ان تجربتها نجحت ما ادت الى التشجيع نحو فتح مصارف اسلامية اكثر سواءً محلية او اجنبية في العراق.واشار الى: ان المصارف الاسلامية ستعطي دافعاً للنهوض بالقطاع المصرفي وسيخلق جواً تنافسياً بين البنوك العراقية، فضلا عن انه سيساعد على دفع عجلة الاستثمار من خلال تشجيعه على العمل والاعمار والمضاربة والاسهم، مستبعداً تشريع قانون خاص للمصارف الاسلامية لانه سيؤثر على طبيعة البنوك العراقية الحكومية والخاصة.من جهته أكد الخبير المصرفي محسن علي، اهمية تشريع قانون خاص للمصارف الاسلامية لدعمها وتنظيم عملها، لان قانون المصارف العام يتعارض مع طبيعة عمل البنوك الاسلامية في العراق.وقال علي (للوكالة الاخبارية للانباء):إن عمل المصارف الاسلامية يتعارض مع قانون المصارف العام الصادر سنة (2004) كونه يؤمن بمبدأ الفائدة المالية بينما المصارف الاسلامية تمنح قروض دون وجود نسب مالية عليها.وأضاف: أن توجه الحكومة ومجلس النواب لتشريع قانون خاص للمصارف الاسلامية سيدعم النشاط المصرفي في العراق وينظم عمله.ويذكر أن النشاطات المصرفية الاسلامية في العراق بدأت في عام (1993) عند تأسيس مصرف العراق الاسلامي، حتى وصل عددها الان (10) مصارف من ضمنها مصرف حكومي جديد يدعى النهرين الاسلامي، وهناك مصرف خارجي واخر خليجي.يشار الى ان في العراق مصرفين حكوميين يمثلان الدولة هما مصرفا الرافدين والرشيد، اضافة الى مصارف اخرى،اهمها ، الزراعي والتعاوني والعقاري، كما انشئت مصارف اهلية عديدة منذ 2003 من بينها المصرف التجاري ومصرف الاستثمار و المصرف الاسلامي والمصرف الاهلي، فضلا عن مصارف اخرى مستحدثة
https://telegram.me/buratha