تتردد في الاوساط الاعلامية تصريحات بعض المسئولين عن رفع الاصفار عن العملة العراقية ولابد هنا من التذكير ان الاصفار موجودة في الكثير من العملات الاجنبية ومنها شرق اوسطية ولم تفكر دولها من حذف هه الارقام وعلى سبيل المثال العملةالتركية واللينانية والايرانية وهذه الاصفار محذوفة في التعامل فمثلا العملة اللبنانية التي يساوي الدلار فيها 1500 ليرة اي المائة دولار تساوي 150000 مائة وخمسون الف ولكن التعامل في السوق هو دون اصفار اي ان سعر قنينة الماء هو ليرة اي 1500 ليرة اي وحدة وهكذا في تركيا وايران ولم تؤثر الاصفار على قيمة العملة وعندنا كذلك فعندما نريد شراء بضاعة يقول البائع باربعة دنانير اي اربعة الاف دينا ر اما الاصفار فهي محذوفة اساسا ،
ان الاستقرار الذي حصل للعملة العراقية احتاج لزمن طويل حيث استعادت العملة قيمتها مقابل بقية العملات العالمية والإقليمية وأصبح لها وزن وقيمة بعد أن كانت لا تساوي أي شيء ولا يمكن أن تشتري بها علبة ثقاب . إن عملية رفع الاصفار من العملة العراقية سيؤدي إلى إرباك الاقتصاد ويسمح بدخول عامل تخلخل الثقة والعودة للمربع الأول لان العملة العراقية بعد أن اكتسبت ثقة العالم والمنطقة ستتعرض لهزة عنيفة وتحتاج إلى سنوات طويلة حتى تحظى مرة ثانية للثقة في التعامل بها
كما إن عدد الاصفار لا يشكل عائقا إمام تداول العملة العراقية حيث أصبح سعرها معروفا إمام العملات الأجنبية ، ان عملية رفع الاصفار ماهي إلا مؤامرة خبيثة القصد منها إرباك الاقتصاد الوطني وقلقلة وضع السوق التجاري العراقي ولتكون وسيلة لنفاذ السراق والمزورين وذوي الضمائر الميتة لينقضوا على أموال الشعب ، ومن المؤكد إن هذه العملية ستكلف الميزانية العراقية الكثير , كونها تتطلب مبالغ لوضع التصاميم المطلوبة ومبالغ للطبع والنقل وتامين الحماية ومبالغ تدقيق الكميات المطبوعة وما يقابلها من أرصدة , ,
فضلا عن المجهود الإضافي الذي ستبذله المصارف هذه التكاليف والخسائر المادية والمعنوية كلها تهون أمام . مصيبة المصايب التي ستدمر الاقتصاد العراقي وتصيبه بالشلل هي مؤامرة ضخ الملايين وربما المليارات من العملة العراقية المزورة لاستبدالها بالعملة الجديدة فتسريبات الأخبار تقول ان وزراء وبرلمانيين طبعوا وهيئوا مليارات الدنانير من العملة المزورة في بيروت انتظارا لإعلان المباشرة بعملية الاستبدال , والأمر في غاية السهولة لتمرير هذه المليارات لأسباب معروفة منها :: الزحام الذي ستشهده المصارف والإرهاق الذي سيصيب الموظفين يجعلهم يكتفون بعملية العد فقط من دون فرز العملة المزورة و التزوير قد يكون محكما وينطلي على الموظفين و الاتفاقات وإبرام الصفقات التي تمت وستتم بين المزورين وبعض مدراء وموظفي المصارف ستمرر المليارات المزورة - وحسب تصريحات بعض النواب ان بعض المزورين ذوو نفوذ وأصحاب مناصب بينهم وزراء ونواب . وهذا ما اكتشفوه - حسب تصريحاتهم - في بيروت فقط فما بالك بالعواصم المعادية ؟!.
يضاف عامل تشجيعي آخر هو تفشي ظاهرة الفساد ونهب المال العام على أعلى المستويات دون خجل او رادع من خلق او ضمير أو قانون أو وازع من مخافة الله الأمر الذي جعل معظم الناس وبالأخص ضعفاء النفوس يستسهلون السحت ولقمة الحرام ونهب المال العام . وان التضخم الحاصل لا علاقة له بعدد الاصفار بل يعزوه خبراء المال والاقتصاد إلى عدة عوامل أهمها سياسة السلف الحكومية الكبيرة الممنوحة من قبل الحكومة العراقية إلى الموظفين وحجم المعونات المالية والقروض المقدمة، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم وتعاظم حجم الكتلة النقدية في السوق العراقية ويخفض من قوة الدينار العراقي الشرائية من دون خلق فرص استثمارية حقيقية تنمي الثروة الوطنية أو تحافظ على قوتها.
إن رفع الاصفار سيؤدي إلى مشاكل داخلية وخارجية الاقتصاد العراق لا يتحملها الآن ولا مستقبلا وان بقاء العملة على وضعها الحالي لايضر ولا يؤثر مطلقا على خطط التنمية المستقبلية لان العملة العراقية اكتسبت مصداقيتها وحجمها الاقتصادي والذي تطلب زمنا لا يمكن الاستهانة به والعبث بمعطياته .
28/5/13114
https://telegram.me/buratha