أعلنت وزارة النفط، الجمعة، عن سعيها لنصب منظومة عدادات الكترونية لقياس كميات النفط المصدرة عبر ثلاث منصات جديدة عائمة في المياه الإقليمية العراقية، مؤكدة أن عمليات التصدير عبر المنصات تعتمد حالياً على طريقة (الذرعة) البدائية.
وقال مدير المرحلة الأولى من مشروع تصعيد الطاقات التصديرية عمار العيداني في تصريح صحفي إن "العراق يمتلك ثلاث منصات عائمة جديدة لتصدير النفط الخام (جيكور والمربد والفيحاء)، منها منصتان قيد الخدمة، والثالثة لم تستخدم بعد"، مبيناً أن "عمليات التصدير من خلال المنصتين العائمتين تعتمد على طريقة الذرعة في احتساب كميات النفط لعدم اكتمال مشروع نصب منظومة عدادات قياس للمنصات".
ولفت العيداني إلى أن "الربع الأول من العام المقبل 2014 سيشهد الانتهاء من مشروع تجهيز ونصب منصة بحرية عائمة لعدادات القياس ستكون مخصصة لمنصات التصدير العائمة"، معتبراً أن "طريقة الذرعة وإن كانت بدائية، إلا أنها تمثل طريقة قياس عالمية رائجة وتعتمدها الكثير من الدول المنتجة للنفط، بما فيها دول عربية".
يشار الى أن نظام (الذرعة) هي طريقة بدائية تستخدم في احتساب كميات النفط المصدرة باستخدام الناقلات البحرية، حيث يتم وضع أشرطة قياس في حوض الناقلة بعد تعبئتها بالنفط، ومن ثم يتم تقدير الكمية في ضوء إجراء عملية حسابية بسيطة.
من جانبه، أكد مدير هيئة عمليات شركة نفط الجنوب باسم عبد الكريم ناصر في تصريح صحفي أن "المنصات العائمة لا يتم التصدير من خلالها باستخدام عدادات القياس لان المنصات أنجزت حديثاً"، موضحاً أن "الفرق ليس كبيراً بين استخدام نظام (الذرعة) والعدادات الالكترونية، خاصة وان عمليات التصدير تنفذ تحت إشراف شركة أجنبية فاحصة تكون طرفاً ثالثاً بين البائع والمشتري لضمان حقوقهما". وأشار ناصر إلى أن "ميناء العمية النفطي يحتوي منذ عام 2011 على منظومة ذاتية لعدادات القياس، كما جهز ميناء البصرة النفطي (البكر العميق) بمنظومة مشابهة عام 2008"، مضيفاً أن "نظام (الذرعة) يستخدم أحياناً في مينائي العمية والبصرة للتأكد من دقة نتائج عدادات القياس".
بدوره، قال مدير عام مبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجية في العراق والمفتش العام السابق في وزارة النفط علاء محيي الدين في تصريح صحفي إن "العديد من الدول الأعضاء في منظمة (أوبك) تعتمد طريقة (الذرعة) باعتبارها طريقة تحظى باعتراف دولي"، موضحاً أن "المنصات العائمة الجديدة سترتبط بمنظومة وسطية عائمة للعدادات، وحتى عند توفر العدادات فان (الذرعة) تبقى ضرورية للتحقق من دقة النتائج".
يذكر أن العراق ينتج حالياً ما لايقل عن ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام يومياً، ومعظم تلك الكميات تصدر بواسطة ناقلات بحرية من خلال مينائي العمية والبصرة (البكر العميق سابقاً)، فضلاً عن منصتين عائمين جديدتين، ويضخ النفط للمنصتين والمينائين عبر شبكة أنابيب تمتد تحت الماء وتتصل بمستودعات خزن ساحلية تقع قرب مركز قضاء الفاو، نحو(100 كم جنوب مدينة البصرة)، في حين تصدر الكميات المنتجة من الحقول الشمالية إلى ميناء جيهان التركي المطل على البحر المتوسط عبر أنبوب ناقل، كما تصدر كميات من النفط إلى الأردن باستخدام ناقلات حوضية، وفي الآونة الأخيرة باشر إقليم كردستان بتصدير كميات من النفط الى تركيا من دون موافقة الحكومة العراقية.
وتعد محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد، مركز صناعة النفط في العراق، ومن أهم المدن النفطية في العالم، إذ أنها تنتج نحو مليونين و260 ألف برميل يومياً، ومن خلال مستودعاتها الساحلية وموانئها ومنصاتها البحرية العائمة تصدر معظم كميات النفط العراقي بمعدل مليونين و200 ألف برميل يومياً، كما تمتلك ما نسبته 59% من إجمالي احتياطات العراق النفطية، أي ما يقارب 67.9 مليار برميل، إذ أنها تضم أضخم خمسة حقول نفطية في البلاد هي الرميلة الشمالية والرميلة الجنوبية ومجنون وغرب القرنة والزبير، وتبلغ إيرادات المحافظة من (البترودولار) نحو 80 مليون دولار شهرياً.
16/5/13210
https://telegram.me/buratha