اظهر تقرير اعده المفتش العام المختص ببرنامج إعادة الإعمار في العراق، الممول من قبل الولايات المتحدة الأميركية أن واشنطن صرفت نحو 60 مليار دولار من اموال "دافعي الضرائب الاميركيين"، خلال عشرة سنوات بدءا من عام 2003، "من دون ان يتحقق شيء"، وفيما أكد التقرير أن برنامج إعادة الإعمار بأكمله "لم يحقق نتائج مرضية"، اورد انتقادات لمسؤولين عراقيين على طريقة واشنطن في صرف الاموال داخل العراق.ويذكر التقرير الذي اعده المفتش ستيوارت بوين وعرضه على الكونغرس الخميس إن "الأموال التي أنفقت من صندوق الضرائب الأميركية والبالغة اكثر من 60 مليار دولار في تمويل هذا البرنامج عبر عشر سنوات الماضية منذ الغزو الأميركي لم تحقق أي نتائج مرضية".ويذكر المفتش بوين في تقريره ان "الولايات المتحدة أنفقت الكثير من الاموال في العراق من دون ان يتحقق شيء فالعراق ما يزال غير مستقر وضعيف حتى ان قادته يتساءلون فيما اذا كان الجهد الأميركي المبذول لاعادة اعمار البلد يستحق هذه التكلفة العالية .ويقول التقرير الذي يورد فيه إحصاءات الاموال الخاصة باعادة اعمار العراق "ان حجم الاموال قد ارتفع اكثر مما كان متوقع في الوقت الذي لم ينجز شيء مقارنة بحجم الاموال التي انفقت ."وينقل التقرير عن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قوله أن "الاموال الأميركية التي انفقت في جهود إعادة الإعمار كان من الممكن ان تحقق الكثير من التغيير في العراق، ولكنها لم تنفق بالشكل الصحيح، وفي بعض الأحيان لم تكن كافية ."ويورد التقرير مقولة لرئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي أكد فيها أن "نتائج جهود إعادة الإعمار في العراق لم تكن مرضية بشكل عام ."أما قوباد طلباني وهو نجل الرئيس طالباني فقد وجه انتقادات لطريقة الصرف الأميركية قال فيها لمدققي الحسابات الأميركيين "هل تعتقدون بانكم تستطيعون حل مشكلة بإنفاق الأموال عليها، ان هذا التفكير غير ستراتيجي ."وكان الكونغرس الأميركي قد خصص بعد فترة قصيرة من بدء الغزو الأميركي في اذار 2003 مبلغا قدره 2.4 مليار دولار كمساعدة للتخفيف من أثار الحرب على العراقيين حيث شملت إعادة إصلاح منظومات الإسالة والكهرباء وتوفير الغذاء والرعاية الصحية للمدنيين وعقب ذلك بحوالي ستة اشهر طلب الرئيس جورج بوش اضافة 20 مليار دولار اخرى لتحقيق الاستقرار في العراق وتحقيق الاستقلال الاقتصادي فيه وتحويله الى بلد حليف يستقطب الاستثمارات العالمية .واستنادا الى احصاءات مكتب الخزانة في الكونغرس فان ما انفق لحد الان من منح اعادة الاعمار والذي يتضمن التكاليف العسكرية والدبلوماسية والمساعدات الاخرى قد بلغ 767 مليار دولار منذ بدء الغزو الأميركي وهو ما يعادل صرف 15 مليون دولار باليوم .في حين جاءت احصاءات اخرى في تقرير اجرته مجموعة بحث أميركية تابعة لمؤسسة برامج الاولويات الوطنية المعنية بتحليل المعلومات الفدرالية حيث قدرت ما تم انفاقه بحدود 811 مليار دولار ويقول التقرير بانه ما تزال بعض الاموال تنفق في مشاريع مستمرة .ومن الامثلة على هدر الاموال التي جاءت في تقرير بوين ان "الأميركيين بدؤوا بإنشاء معتقل يحتوي على 3600 سرير في منطقة ديالى عام 2004 ولكنهم تركوا المشروع بعد ثلاث سنوات لتصاعد اعمال العنف، بعد ان انفقوا في هذه المنشاة التي لم تكتمل في خان بني سعد حوالي 40 مليون دولار وهي ما تزال مجرد انقاض في حين لاتمتلك وزارة العدل العراقية اي خطة لاكمال هذا المشروع" .ويورد التقرير مثالا اخر "عند تعرض جسر الفتح شمال بغداد للقصف اثناء الغزو وتعرض انبوب نفط حيوي للدمار تحته في نهر دجلة قرر الاميركيون اعادة اعمار الانبوب تحت نهر دجلة بكلفة 75 مليون دولار ولكن بعدها قدرت دراسة جيولوجية بان المشروع قد يفشل وقد حدث هذا فعلا وفي النهاية تم اعادة بناء الانبوب واصلاحة باموال اضافية وصلت الى 29 مليون دولار، ويقول دوين في تقريره ان الكثير من المشاريع لم تكن نافعة وتركت غير مكتملة حيث يتلكأ العراقيون باكمالها".ويشير التقرير الى ان "حالات فساد واحتيال كثيرة باشراف مسؤول سابق في الجيش الأميركي قد تسببت باهدار عشرات الملايين من الدولارات، حيث انفق ثلث الميزانية البالغة 60 مليار دولار على تدريب وتجهيز القوات الامنية العراقية بينما لاتزال تلك القوات بوضعية غير جاهزة حتى الان".
https://telegram.me/buratha
