كشف تقرير أعدته صحيفة فاينانشال تايمز Financial Times، أن عشر شركات عملاقة حققت أرباحاً طائلة قدرها 72 مليار دولار خلال عملها على تقديم الخدمات والاعمار في العراق، مبينة أن شركتين أميركية وكويتية تقفان على رأس من حصدوا تلك الأرباح، وفي حين اعتبرت سيناتورة أميركية أن تلك الأرقام "صاعقة" وذهبت "دون جدوى" مما يقتضي تشديد السيطرة على توقيع العقود، رأى المفتش الأميركي الخاص لاعمار العراق، أن المتعاقدين الأجانب ما يزالون "لاعبين حقيقيين" هناك.
وجاء في التقرير الذي أعدته الصحيفة البريطانية المرموقة المتخصصة بالشؤون الاقتصادية، بمناسبة مرور عشر سنوات على حرب العراق وأطلعت عليه (المدى برس)، أن "مجموع أرباح عشر شركات عملت في العراق بلغ أكثر من 72 مليار دولار"، مشيرة إلى أن "شركة كليوج بروان أند رووت الأميركية المعروفة باسم كي بي آر تعتبر صاحبة الحصة الأكبر من تلك الأرباح، إذ جنت ما لا يقل عن 39.5 مليار دولار من خلال العقود التي أبرمتها مع الجيش الأميركي خلال الحرب على العراق".
وأضافت الصحيفة في تقريرها، أن "شركتي اجلتي لوجستكس وشركة النفط الحكومية الكويتية جاءتا بالمرتبة الثانية والثالثة بالنسبة لقيمة الأرباح التي حصدتاها"، مبينة أن "أرباح عقود الشركتين بلغت 7.2 مليار دولار و6.3 مليار دولار على التوالي".
وأوضحت الـ F.T كما تعرف اختصاراً، أن "معلوماتها عن الشركات العشر التي حققت أعلى الارباح استندت إلى عقود الحكومة الفيدرالية التي منحتها لهذه الشركات العاملة في العراق ودولة الكويت المجاورة منذ بدء الغزو سنة 2003".
من جانبها دعت السيناتور الديمقراطية كلير ماكاسكل، إلى "تشديد السيطرة على توقيع العقود لأن أرقام الأرباح صاعقة"، مضيفة أن "مليارات الدولارات هدرت خلال السنوات العشر الماضية على مشاريع الخدمات دون أن تحقق تلك المشاريع أي شيء فضلاً عن عدم جدواها للحملة العسكرية".
على صعيد متصل، رأى المفتش الأميركي الخاص بشأن إعادة اعمار العراق، ستيوارت باون، أن "المتعاقدين الأجانب ما يزالون يعملون في العراق كلاعبين حقيقيين"، مؤكدا أن "الاحتمالات الكامنة في هذا المجال تحددها الظروف التي لا يمكن التنبؤ بها عند تدهور الوضع الأمني الهش في العراق".
يذكر أنه ما يزال هناك 14 ألف متعاقد بضمنهم خمسة آلاف وخمسمئة حارس أمني في العراق على الرغم من انسحاب آخر مجموعة من القوات الأميركية في كانون الأول 2011 الماضي.
بالمقابل دافعت المتحدثة باسم شركة ماريان غووش، عن "الخدمات التي قدمتها شركة كي بي آر"، موضحة أن "الشركة أعدت أكثر من مليار وجبة طعام وانتجت أكثر من 25 مليار غالون ماء صالح للشرب و265 طن من الثلج للقوات الأميركية".
وتعد شركة كي بي آر KBR، شركة مساهمة مع شركة هاليبورتون، من الشركات المثيرة للجدل، إذ كان يديرها سابقا ديك شيني نائب الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش.
يذكر أن الشركات الأمنية العاملة بالعراق تورطت خلال غزو العراق بحادث إطلاق النار في ساحة النسور غربي العاصمة بغداد سنة 2007، وتسبب الحادث بمقتل 17 مدنياً عراقياً، فضلاً عن "فضائح" سجن أبو غريب، وفي سنة 2011 قدرت وزارة الخارجية الأميركية أنها قد تنفق أكثر من ثلاثة مليارات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة كنفقات تدفع للشركات الأمنية الخاصة المتعاقدة فقط لحماية مجمع سفارتها الضخمة في بغداد.
وكان نائب وزير الدفاع الأميركي السابق، بول ولفتز، قال بمناسبة مرور عشر سنوات على الحرب في العراق، خلال استقباله من قبل لجنة الدفاع في الكونغرس، "نحن نتعامل مع من يمكنه بحق أن يمول عملية إعادة اعمار بلده وبشكل سريع نسبياً".
وقد انفقت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 138 مليار دولار مع شركات متعاقدة للأمن الخاص والأمور السوقية وإعادة الاعمار التي تباينت مسؤولياتها من تجهيز الحمايات الدبلوماسية ومحطات الطاقة إلى الورق الصحي الخاص بدورات المياه.
https://telegram.me/buratha