مصافي نفط آسيوية قلقها من عدم التيقن حول امدادات النفط من العراق في ظل أعمال صيانة في الحقول والموانئ وضعف في البنية التحتية وهو ما يمنع واحدا من أسرع بلدان العالم نموا في تصدير النفط من ضخ شحنات من الخام بشكل منتظم.
ويواجه المشترون للنفط العراقي ومعظمهم من آسيا مأزقا حيث لا يستطيعون تجاهل منتج زاد إنتاجه ليصبح ثاني أكبر مصدر للنفط في منظمة أوبك. لكن العراق ترك المصافي في حالة من عدم اليقين حول امداداته للشهر الثالث على التوالي وهو ما دفع مصافي عديدة للتدافع بحثا عن خامات بديلة.
وهذا التدافع قد يستمر هذا الشهر مع زيادة المصافي لمشترياتها وسعيها لتلبية الطلب الشتوي على وقود التدفئة وهو ما دفع العلاوات السعرية لمزيد من الصعود بعدما ارتفعت بالفعل لأعلى مستوياتها في عدة شهور لشحنات الشرق الأوسط الفورية المتجهة لآسيا.
وبجانب زيادة الطلب الموسمي ينتاب المصافي القلق أيضا من أن تؤثر الأزمة في سوريا على المنطقة وتعطل الامدادات إلى الأسواق التي تعاني بالفعل من فقدان النفط الليبي.
وقال مصدر في شركة نورث آشيان التجارية "هناك بشكل عام شح في إمدادات خامات الخليج هذا الشتاء
"بجانب أزمة سوريا التي تثير قلق الجميع هناك مشكلات في الامدادات من العراق وهذا ما يدعم الأسعار في السوق.
وصعدت العلاوات السعرية على الشحنات الفورية لخام مربان الذي تنتجه أبوظبي لأعلى مستوياتها خلال ست سنوات في منتصف أغسطس آب مع اقتناص مصاف آسيوية للشحنات وسط المخاوف حول الامدادات.
ورغم أن الضربة العسكرية الأمريكية لمعاقبة سوريا على استخدام أسلحة كيماوية لم تعد وشيكة على ما يبدو إلا أن أي هجوم عسكري سيجدد المخاوف حول الامدادات من الشرق الأوسط.
وفي الوقت نفسه لا توجد نهاية في الأفق لأسوأ تعطل في امدادات النفط الليبي منذ الحرب الأهلية التي شهدتها ليبيا في 2011 مع قيام مجموعات مسلحة وحراس أمنيين وعمال نفط بإغلاق خطوط أنابيب وموانئ عبر البلاد.
واستحوذ خام البصرة الخفيف العراقي على اهتمام متزايد في آسيا على مدى الثمانية عشرة شهرا الماضية مع تحول المشترين إليه لتعويض نقص المشتريات من النفط الإيراني نظرا لتشديد العقوبات الغربية على طهران بسبب برنامجها النووي.
لكن معلومات متضاربة من العراق حول الخام المتاح للتصدير جعلت من الصعب على المشترين وضع تقديرات للامدادات. وتشتري المصافي الآسيوية نفط الشرق الأوسط قبل شهرين من شحنه حيث تستغرق الشحنات شهرا على الأقل للوصول إلى المنطقة.
وفاجأت شركة تسويق النفط العراقية (سومو) المشترين بإعلانها عن خفض قدره عشرة ملايين برميل في الحصص المبدئية لشهر أغسطس آب رغم أن الشحنات الفعلية ارتفعت مع طلب التجار لمزيد من الامدادات. وبلغ متوسط صادرات أغسطس 2.6 مليون برميل يوميا ارتفاعا بأكثر من عشرة في المئة عن صادرات يوليو تموز بحسب أرقام أعلنت يوم الأحد.
وتضاربت الاعلانات بالنسبة لصادرات سبتمبر أيلول. وقال مسؤول من شركة نفط الجنوب العراقية إن أعمال الصيانة في الحقول ستخفض الشحنات 500 ألف برميل يوميا بينما قال متحدث باسم وزارة النفط في وقت لاحق إن الصادرات لن تتأثر.
ووفقا لمصادر نفطية وبيانات تحميل مبدئية بلغت مخصصات سبتمبر نحو 1.8 مليون برميل يوميا لكن تلك الكميات ربما ترتفع مع طرح سومو لمزيد من الامدادات.
ولا يزال الغموض سائدا أيضا بشأن مخصصات اكتوبر تشرين الأول. وقال تجار إن المشترين الآسيويين يشككون في قدرة سومو على تنفيذ أعمال الصيانة والتطوير دون عرقلة الصادرات وهو ما يعني إمكانية تأخر العمل في مرافئ.
وقال أحد بائعي خام البصرة الخفيف "كانت هناك كثير من الاسعلامات بشأن شحنات أكتوبر لكن لا يمكننا بيع شيء قبل أن نحصل على تأكيد."
23/5/13903
https://telegram.me/buratha