الصفحة الاقتصادية

المدّخرون العرب في مواجهة أخطار الاحتيال

1103 07:24:00 2013-10-27

 

يلاحظ المتابع لوسائل الإعلام استمرار وتيرة عمليات الاحتيال المالي والاستثماري والعقاري في دول المنطقة من دون تراجع كبير، مع تركيز على أصحاب الثروات والمدخرات المتوسطة والصغيرة الذين تنقص شريحة مهمة منهم الثقافة والوعي الاستثماريَّين، إضافة إلى الوعي القانوني بحقوقهم وواجباتهم.

وطوّر بعض المحتالين أساليبهم ووسائلهم أخيراً، فأصبحوا يستخدمون وسائل التكنولوجيا الحديثة لاصطياد ضحاياهم. والمؤسف ان من أسباب نجاح عمليات الاحتيال هو الطمع وما يرافقه من ركض وراء الربح السريع، من دون الالتفات إلى صحة هذا الاستثمار وأخطاره، على رغم التحذيرات المتتالية الموجهة من الجهات الأمنية والرقابية والاستثمارية الحكومية والخاصة إلى أصحاب المدخرات من الوقوع في فخ المحتالين.

وتعمد الجهات الأمنية إلى نشر تفاصيل عمليات الاحتيال التي يتعرض لها البعض في وسائل الإعلام المختلفة من أجل التوعية والتحذير والتعريف بالوسائل المختلفة والمستحدثة التي يتبعها المحتالون.

وتنصح الجهات الرقابية الحكومية عادة أصحاب المدخرات باستشارة أصحاب الخبرات والاختصاص عند اتخاذ أي قرار استثماري بافتراض ان الهدف من توظيف المدخرات واستثمارها هو الحفاظ على قيمتها وقوتها الشرائية نتيجة الارتفاع المتواصل في مستوى التضخم.

ويُنصَح أصحاب المدخرات عادة بتنويع أدواتهم الاستثمارية بهدف تنويع الأخطار وتعزيز العائدات استناداً إلى أهدافهم الاستثمارية، سواء كانت في الأجل الطويل أو الأجل القصير. وتشمل الأدوات الاستثمارية الأكثر شعبية في المنطقة الودائع في المصارف إذ تفضل نسبة مهمة من المستثمرين الاحتفاظ بأموالهم في المصارف باعتبارها عديمة الأخطار إضافة إلى سهولة تسييلها عند الحاجة، على رغم محدودية عائداتها.

وتتوزع أدوات استثمارية أخرى بين السندات والصكوك، وهي أيضاً ذات أخطار محدودة وعائداتها أفضل من عائدات الودائع المصرفية. وهناك إضافة إلى ذلك الاستثمار في المنتجات العقارية، سواء الأراضي أو الشقق. ويوظف بعض المستثمرين القادرين على تحمل الأخطار نسبة مهمة من مدخراتهم في أسواق الأسهم باعتبارها تحمل عائدات عالية، ويوظف البعض جزءاً من مدخراته في وحدات صناديق الاستثمار للاستفادة من خبرات المشرفين على إدارتها وتحقيق عائدات في المدى الطويل بنسبة متوسطة تتراوح بين ثمانية و10 في المئة سنوياً، ويحقق هذا الاستثمار أهداف المستثمرين وفي مقدمها تنمية الأموال المستثمرة والحفاظ على قوتها الشرائية.

واللافت للانتباه ان بعض المستثمرين ما زالوا يثقون بالعروض الاستثمارية التي يقدمها لهم المحتالون، ومنها تحقيق عائدات شهرية مضمونة لاستثماراتهم تتراوح نسبتها بين سبعة و10 في المئة على رغم ان عروضاً كهذه تحمل في طياتها مؤشرات واضحة إلى الاحتيال لمن تتوافر لديه معلومات بسيطة عن المبادئ الأولية للاستثمار، إذ لا تستطيع المصارف وشركات الاستثمار المتخصصة تقديم عروض كهذه على رغم كوادرها وكفاءتها المهنية.

وما زال بعض أصحاب المدخرات يتعرضون لعمليات احتيال في منتجات العقارات من خلال بيع وهمي وبعقود مزيفة وسندات ملكية غير صحيحة إضافة إلى استمرار بيع الذهب المزيف والعملات الدولية المزيفة والشيكات المسحوبة على مصارف عالمية وغيرها من وسائل الاحتيال المتعددة التي يصعب تعدادها في مقال واحد. ويعتبر المحامون والقانونيون المستثمرين الذين يعتمدون على عواطفهم وليس عقولهم عند اتخاذ قرارات الاستثمار، إضافة إلى ثقتهم المفرطة بالآخرين وعدم إدراكهم لخطورة تعاملهم وتوظيف أموالهم اعتماداً على حسن النية، وغفلتهم عن أخذ الاحتياطات اللازمة، مغفلين لا تحميهم القوانين. وتقول قاعدة إسلامية شهيرة ان «المفرط أولى بالخسارة».

وحاربت الجهات الرقابية المحافظ الاستثمارية الوهمية وحذرت من التعامل مع شركات التوظيف غير المرخص لها وحذرت الجهات القانونية والرقابية المستثمرين من توقيع عقود بيع أو شراء أو توظيف أو استئجار من دون الاطلاع على تفاصيلها والتدقيق بها، خصوصاً ان بعض هذه العقود لا يضمن حقوق المستثمرين.

زياد الدبس

 

9/5/131027

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك