وافق الكونجرس الأمريكي يوم الخميس على ميزانية لعام 2008 بحجم إنفاق يبلغ 2.9 تريليون دولار ستسهم في تمويل المشروعات الدفاعية الضخمة للرئيس الأمريكي جورج بوش وتخصص أموالا في الوقت نفسه للأولويات الداخلية التي يطالب بها الديمقراطيون.
ولم تحظ الميزانية التي أعدها الديمقراطيون الذين يسيطرون على مجلسي الكونجرس بتأييد الجمهوريين في مجلس النواب في حين أيدها اثنان فقط من المعتدلين بين الجمهوريين في مجلس الشيوخ. ومن أهداف الميزانية القضاء على العجز المزمن فيها وتحقيق فائض قدره 41 مليار دولار عام 2012. التخفيضات الضريبية كما تقضي الميزانية بأن ينفق جانب من هذا الفائض على تجديد التخفيضات الضريبية السارية حاليا للطبقة المتوسطة. لكن الجمهوريين قالوا إنه ما من شيء يضمن تجديد العمل بهذه التخفيضات الضريبية السارية التي ينتهي العمل بها في 2010. وقال بعض الديمقراطيين إنهم سيسمحون باستمرار التخفيضات الضريبية التي قررها بوش للأثرياء حتى نهاية أجلها. وقال السناتور جود جريج وهو أقدم الجمهوريين في لجنة الميزانية بمجلس الشيوخ أن خطة الموازنة ستؤدي إلى "أكبر زيادة ضريبية في التاريخ". ورد السناتور كنت كونراد رئيس اللجنة الديمقراطي قائلا "ما من زيادة ضريبية مفترضة في هذه الميزانية." لكن الميزانية تقضي بالسماح لمدة سنة واحدة لملايين من أبناء الطبقة الوسطى بعدم سداد ضريبة، المستهدفون منها هم الأثرياء فقط. وكانت نتيجة التصويت على الميزانية في مجلس النواب موافقة 214 عضوا واعتراض 209 أعضاء وفي مجلس الشيوخ وافق 52 عضوا واعترض 40 عضوا. واعترض الجمهوريون على زيادة تبلغ نحو 23 مليار دولار في الإنفاق المحلي العام المقبل موجهة بصفة خاصة لقدامى المحاربين والأطفال الفقراء والتعليم. وتشمل الميزانية زيادة بنسبة 10.5 في المائة في الميزانية العادية لوزارة الدفاع والتمويل الذي طلبه الرئيس بوش بالكامل لتغطية نفقات الحرب في العراق وأفغانستان. ومع توقع استمرار العجز حتى عام 2011 فإن الميزانية ترفع حد الاستدانة للحكومة الأمريكية حيث تسمح لوزارة الخزانة باقتراض ما يصل إلى 9.185 تريليون دولار وذلك بزيادة قدرها 850 مليار دولار عن القانون الحالي. يذكر أنه في العام الماضي فشل الجمهوريون في إقرار ميزانية رغم أنهم كانوا يسيطرون على مجلسي الكونجرس وعلى البيت الأبيض.
https://telegram.me/buratha