الصفحة الاقتصادية

ردود فعل متباينة على تأجيل العمل بالتعرفة الجمركيّة

1734 2015-10-21

اتخذت الحكومة العراقية قراراً بتأجيل العمل بالتعرفة الجمركية الجديدة إلى حين استكمال جاهزية المنافذ الحدودية لتطبيقها، ما أثار ردود فعل من القطاع الخاص الذي كان يأمل بأن تساهم التعرفة في إعادة الحياة إلى المعامل والمؤسسات الإنتاجية، وبالتالي إنعاش المنتج المحلي. وأشار خبراء اقتصاد إلى أن تأجيل تنفيذ التعرفة الجديدة سببه مطالبة جهات معيّنة بذلك، في ظل تعارض مصالحها مع مضمون القرار. ولفتت هذه الجهات إلى أن القيمة النقدية المفروضة على التعرفة الجمركية أدت إلى تدهور النشاط الاقتصادي ووقف إنتاجية الصناعات المحلية، وبالتالي هجرة عدد كبير من الخبرات وذوي المهارات، إضافة إلى انعكاسات وقف العمل بالتعرفة الجمركية على زيادة الموارد المالية للدولة. وكان تطبيق التعرفة الجديدة تعثّر مراراً بسبب مطالبة بعض الدول والتجار بتفعيل قانون التعرفة الجمركية، بعد إلغاء القانون القديم الذي وضعه الحاكم المدني الأميركي للعراق بعد عام 2003 بول بريمر، والذي يقضي بدفع نسبة 5 في المئة ضرائب على كل السلع المستوردة. وقال المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء مظهر محمد صالح: “لا جدوى من قانون التعرفة الجمركية إذا لم يُطبّق في كل المنافذ الحدودية”، موضحاً أن “القانون ينطوي على فوائد جمة، بينها تعزيز موارد الدولة وحماية المنتج المحلي”. وحذّر من عدم تطبيق القانون في شكل جيد، لأن ذلك يخلق تحدياً لوحدة السيادة الجمركية، لا سيما أنها معتمدة في معظم الدول. وقال الأكاديمي مظفر حسيني: “أصبحت السلطات الجمركية تتقاضى 5 في المئة من قيمة السلع المستوردة لضريبة إعادة إعمار العراق مع وجود إعفاءات واسعة، وازداد الأمر تعقيداً بعد تشريع قانون عام 2011، إلا أن الحكومة عجزت عن تطبيقه لأسباب اقتصادية واجتماعية وإدارية وسياسية”. وأمام تعدّد الآراء، هناك من يرى أن الاقتصاد العراقي لا يتحمل مشكلات إضافية سيجلبها قانون التعرفة، إذ سترتفع الأسعار ويتراجع النشاط الاقتصادي التجاري، وسيقع العبء الأكبر على المستهلكين والفقراء تحديداً. ويرى بعضهم أن القانون سيفتح أبواباً جديدة للفساد والمفسدين، فيما يشير آخرون إلى أن العراق لا يحتاج مصادر إضافية للإيرادات في حال تحسّنت إيراداته النفطية. وتقترح جهات أن يكون هدف التعرفة الحد الأدنى وفقاً لمتطلبات الوضع الاقتصادي، كأن تكون لزيادة الإيرادات العامة أو حماية منتجات محلية أو تسهيل انسياب التجارة الخارجية، وكذلك يمكن تحديد التعرفة وفقاً للقانون الجديد بنسبة 10 في المئة، ما يبسّط إجراءات تحصيل التعرفة ويحدّ من فرص التحايل والتزوير وغيرها من الأساليب التي يلجأ إليها بعض التجار لزيادة أرباحهم في ظل غياب الرقابة الحكومية. وكان المدير العام لهيئة الجمارك العراقية حكيم جاسم، صرّح بأن قانون التعرفة الجمركية طُبّق على ثلاث مراحل، شملت الأولى أنواعاً محدّدة من السلع، والثانية سلعاً أكثر، والثالثة كل السلع الداخلة إلى العراق. وقال: “هيئة الجمارك وفّرت المستلزمات الضرورية لتطبيق القانون في المراكز الحدودية”، لافتاً إلى أن “القانون سيتيح للعراق الانضمام الى عضوية منظمة التجارة العالمية”. وأشار إلى أن “هيئة الجمارك وقعت مع الجهات المعنية في إقليم كردستان اتفاقاً يلزمه بتنفيذ القانون وتوحيد العمل الجمركي والتسعيرة”. وأثار وقف العمل بالتعرفة الجمركية مخاوف بعض الجهات التي رأت أن حماية السوق تتحقق عبر تطبيق القوانين المشرعة والنافذة لحماية المنتج المحلي وضمان سوق حرة في البلد، مثل قوانين التعرفة الجمركية وحماية المنتج الوطني والمستهلك والتنافسية والقرارات واللوائح المتعلقة بأهداف السوق الاقتصادية. وأشارت إلى دور القطاع الخاص الذي يعدّ الذراع القادرة على قيادة السوق وتحقيق المشاريع التنموية التي تساهم في تحريك عجلة الاقتصاد، إذ من المقرّر وفقاً لدراسات أن تكون نسبة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي عام 2030 أكثر من 50 في المئة.

(عادل مهدي – الحياة)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك