الصفحة الاقتصادية

هل سيكون قرض البنك المركزي مشروع مارشال بنكهة عراقية !

2128 2015-12-23

يقارب القرض الذي رصده البنك المركزي نصف المبلغ الذي رصده مشروع مارشال لبناء اقتصاد الدول الأوربية المنهار بعيد الحرب العالمية الثانية, ولكن هل يحقق هذا المبلغ الكبير هدفهه في دفع اقتصاد البلد, وتحريك عجلة الإنتاج فيه, وتخفيف اعتماد الدولة على النفط ,الذي أصبحت أسعاره لا تسمن ولا تغني من جوع؟؟ هذا السؤال على الجميع التفكير به ملياً لان فرص إنقاذ الاقتصاد العراقي باتت قليلة بعد ان طالعتنا توقعات منظمة أوبك بضآلة الأمل في ارتفاع أسعار النفط خلال سنة 2016.
الحكومة العراقية إن أرادت لهذا المشروع أن يثمر في القريب العاجل, فينبغي لها أن توفر المناخ المناسب لنموه وتطوره, وإلا ستذهب هذه الأموال كما ذهب غيرها, سواء بالروتين الذي يعيق صرف هذه المبالغ, ام بالتحايل عليها, وبالتالي ستكون طريقا الى إثراء الفاسدين اذ لا يعدمون الحيلة في الاستيلاء على أي أموال سائبة, لذا ومنذ انطلاق فكرة هذا المشروع أكدت المرجعية العليا على ضرورة ايجاد الضوابط في صرف هذه الأموال الطائلة على المشاريع الإنتاجية, والحد من التحايل في تنفيذها.
لم نشهد انطلاق صرف المبالغ على مريديها لحد ألان, بل تفتقد اغلب المصارف الى تعليمات بشأن طبيعة الصرف, وهذا ما يثير الشك في جديه هذا المشروع, وحيث يمر البلد بظروف اقتصادية صعبة فان أي مشروع يساهم في النهضة الاقتصادية لابد ان يسلط عليه الضوء من الجميع لإيجاد ثقافة تدفع صغار المنتجين الى المبادرة في إنشاء أحلامهم الصغيرة, ولكن هل اوجد القائمون على هذا المشروع منبراً لتوضيح ما يستهدفه هذا المشروع؟ هل وجد موقعا الكترونيا يوضح ما هو مطلوب من المقترضين؟ هل عقدت الندوات التعريفية بحجم هذا المشروع وأهميته في دفع اقتصاد البلد المتهالك؟ 
اول المشاكل التي تواجهنا عند النظر في هذا المشروع, انه لا يراعي التكامل بين القطاعات المراد دفعها لاسيما الصناعي, الزراعي -وما يشتمل عليه من الثروة الحيوانية-, فمراعاة التكامل بين القطاعين من خلال برمجة المشاريع المستهدفة, له أهمية كبيرة في نمو تلك المشاريع وعدم تقهقرها, إضافة الى مساعدة الدولة في انتهاج سياسية لحماية المنتج المحلي في المستقبل, فأي فائدة ترجى ان دفعت الدولة إلى تشجيع الثروة الحيوانية كالدواجن بصنفيها البياضة واللاحمة, والأبقار المنتجة للحليب واللحوم من دون الدفع بالمشاريع الصناعية المكملة لها كمعامل الحليب والتعليب للحوم ومشاريع الجزارة وغيرها فالتكامل بين المشاريع مهم جدا في نجاحها واستمراها ومعرفة الحكومة لموارد التشديد الكمركي.
ملكية الأرض والموافقات المارثونية, التي على الفلاح أن يخوضها لاسيما من وزارات النفط, والبلديات, والبيئة, سوف تضيع الفرص على أكثر الفلاحين في المحافظات الجنوبية, اذ كل الفلاحين لا يملكون الأرض الا بعقود زراعية, وهذا من اهم الامور التي ينبغي للحكومة تشكيل لجان من اجل الموافقة المستعجلة بمشاركة مندوب من كل وزراة معنية, ولعل هذا من نقم النفط على سكان المناطق الجنوبية, اذ لابد ان تستحصل موافقة تلك الوزارات, حتى لو أردت إنشاء مسجد في قرية نائية.
ان نجاح مشروع مارشال, يعزى الى استهدافه للقطاعات الإنتاجية في الدول الأوربية, وتنمية رأس المال من خلالها, وما لحقها من سياسات مدروسة بدقة, فليس الأمر أن تلقي بالمال من دون تخطيط متقن, فهل ستلقي النكهة العراقية التي تتسم بالبعثرة وعدم التنسيق بظلالها المعتمة على هذا المشروع الخطير؟!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك