كشفت مصادر تجارية أن العراق أبرم صفقات بقيمة 1.4 مليار دولار لتصدير نحو 160 ألف برميل يوميا من النفط الخام إلى شركتين لتكرير النفط في الهند، ليحتدم السباق بين مصدري النفط لتعزيز حصصهم السوقية في آسيا أكبر منطقة مستهلكة للخام في العالم.
وتستهلك آسيا نصف النفط العالمي وأصبحت بؤرة لحرب أسعار بين المنتجين الذين يعرضون خصومات كبيرة لجذب مشترين وسط زيادة تخمة المعروض العالمي وتباطؤ الطلب وهبوط الأسعار. وتعزز الصفقات الأخيرة التي أبرمها العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك مركزه، كثالث أكبر مورد للخام إلى آسيا وتشكل مكسبا للبلد الذي يبذل جهودا كبيرة لزيادة إنتاجه النفطي وتحقيق إيرادات تشتد إليها الحاجة. وقال فيرندرا شوهان محلل شؤون النفط لدى إنرجي أسبتكس في سنغافورة “إن الهند ذات أهمية إستراتيجية بالطبع إذ ستظل الاقتصاد الأسرع نموا في العالم في 2016”. وأكد مصدر مطلع أن شركة تسويق النفط العراقية الحكومية [سومو] وقعت اتفاقا مع [ريلاينس اندستيريز] كبرى شركات التكرير الخاصة في الهند لتوريد 100 ألف برميل يوميا من خام البصرة الثقيل في 2016 ونحو 60 ألف برميل يوميا لشركة النفط الهندية. وتأتي الصفقات خلال 6 أشهر من إطلاق خام البصرة الثقيل، وهو ما يشير إلى أن العراق يسارع إلى تعزيز حصته في السوق الآسيوية قبل قيام إيران بضخ مزيد من الإمدادات ودخولها إلى السباق فور رفع العقوبات الغربية المفروضة عليها. وقال شوهان “ستحتدم المعركة مع عودة النفط الإيراني في النصف الثاني من 2016”. وتظهر الصفقات أيضا تزايد أهمية الهند باعتبارها مستهلكا للنفط. وتتطلع إيران أيضا لإبرام صفقات مع شركات التكرير الهندية لتعزيز مبيعاتها النفطية. وتضاعف الطلب الهندي على النفط خلال الخمسة عشر عاما الأخيرة ليتجاوز 4 ملايين برميل يوميا وسيواصل استهلاك البلاد ارتفاعه مع نمو الاقتصاد بأكثر من 7 بالمئة سنويا. وتلبي الهند نحو 80 في المئة من احتياجاتها النفطية من خلال الواردات وهي أحد أكبر زبائن العراق.
https://telegram.me/buratha