بعد سلسلة التقارير والوثائق التي قدمتها السلطات الروسية الرسمية إضافة للتقارير الفرنسية والنرويجية بشأن عمليات تهريب النفط التي يقوم بها تنظيم «داعش» الإرهابي المهزوم عبر الأراضي التركية، اعترافات عنصر «داعشي» شيشاني كشف عن تفاصيل جديدة بشأن اتجار التنظيم الإرهابي بالنفط وطرق تسويقه إلى تركيا التي ينقل منها إلى أماكن قصية، كاشفاً عن أن سعر البرميل الواحد من النفط «الداعشي» المهرب عبر تركيا يباع بقرابة 10 دولارات بموازاة الأسعار العالمية الحالية التي تقترب من 38 دولاراً.
اعترافات الارهابي
وفي مقابلة خص بها قناة «Life news» الروسية أمس الاثنين، اعترف الإرهابي رستم توفسلطانوف الذي وقع في قبضة جهاز الأمن الروسي بانه توجه إلى سوريا تلبية لدعوة شقيقه «روسلان» الذي يعمل في ما يسمى بجهاز الحراسة الداعشي المعني بحماية المنشآت النفطية منذ 3 أعوام في منطقة «الشدادي» على الحدود العراقية السورية، ومن ثم انتقل إلى الرقة معقل التنظيم الإرهابي في سوريا.
وقال الإرهابي في اعترافاته: إن «هناك دائما ناقلات نفط في محيط منصات النفط، ومن ثم تتوجه نحو البحر، ويتم بيع النفط لتركيا والصين»، وتابع أن «الموظفين الكبار في جهاز الحراسة الداعشي يحصلون على مبالغ مالية كبيرة نسبيا وأغلب هؤلاء من جنسية كازاخستان الذين يديرون منصات النفط»، وأردف: «كنت أشاهد تحرك ناقلات النفط في الرقة ومناطق أخرى ليلا ونهاراً، ذهاباً وإياباً في أمن تام وبدون أي حراسة».
أسعار بخسة
وقال توفسلطانوف: ان «الاتجار بالنفط يمثل احد البنود الرابحة الأساسية في ميزانية الإرهابيين»، وتابع أن «داعش» استولى على قرابة 15 حقلا نفطيا، وأن هناك عددا كبيرا من الراغبين في شراء هذا النفط – في الوقت الذي تتراوح فيه أسعار النفط في الأسواق العالمية بين 35 و38 دولارا للبرميل، يبيع الإرهابيون كل برميل بـ10-18 دولارا فقط عبر وسطاء في تركيا.
وسبق للسلطات الروسية أن نشرت تقارير موثقة بالخرائط والصور الجوية لعمليات تهريب النفط من قبل تنظيم «داعش» الإرهابي عبر الأراضي التركية أبرزها الصور والأفلام الجوية التي التقطتها طائراتها لقرابة 12 ألف صهريج نفط تسير في ممرات متجهة صوب الأراضي التركية، وقال مندوب روسيا في مجلس الأمن فيتالي تشوركين: ان «النفط ينقل في معظم الحالات بواسطة صهاريج تمر عبر نقاط التفتيش الحدودية مع تركيا: كاركاميش وأكتشاكال وجيلفيجوز وونجوبينار»، لافتا إلى أن صهاريج النقل المستخدمة تعد بالآلاف، ويزود «داعش» بها عددا من الشركات التركية منها شركة «سيريي» في مدينة قونية و»سام أوتوموتيف» في مدينة أنطاكيا.
الصراعات القيادية
من جانب آخر، نشرت وكالة «رويترز» أمس الاثنين تقريراً مفصلا عن الصراعات الشخصية التي تصل إلى حد التصفية والقتل بين قيادات التنظيم الإرهابي للاستحواذ على الأموال المنهوبة في المناطق التي كانت بحوزته في العراق وسوريا، ونقلت الوكالة عن مسؤولين في واشنطن أن «وثائق عثرت عليها قوات أميركية خاصة في غارة في أيار الماضي في سوريا أسفرت عن مقتل «أبو سياف» أكبر مسؤول مالي في التنظيم الإرهابي، أظهرت كيفية إدارة الإرهابيين لمصادر الدخل من النفط المنهوب إلى الآثار المسروقة»، وقال أحد المسؤولين الأميركيين :ان «داعش» تعامل مع تلك المسروقات بصفة «غنائم حرب» بل أن الوثائق تصف السكان المدنيين الذين وقعوا في قبضة التنظيم بـ «العبيد»، وذكر مسؤولون أميركيون أن الوثائق ساعدت التحالف الدولي في تحديد نقاط ضعف التنظيم، ومعظم الوثائق التي صادرتها القوات الأميركية «عبارة عن فتاوى تتناول أمورا من اغتصاب الأسيرات إلى معاملة العبيد ومتى يجوز أن يسرق الابن أبيه ليوفر تكاليف السفر للجهاد»
https://telegram.me/buratha