رؤى، ياسر، علي، وحسين، أطفال ضغطوا على والدهم لغرض شراء ملابس العيد ،التي اعتاد الجميع على اقتنائها فيها قبل اسابيع من استقبالهم العيد، هذا الاقبال الموسمي الواسع يتيح ذلك لعدد كبير من التجار ومحال بيع الملابس في عموم العراق انتهاز هذه الفرصة لتصريف بضائعهم باعلى الاسعار غاضين النظر عن احوال المواطنين المادية وحرصهم على استمتاع ابنائهم بملابس جديدة خلال ايام العيد.
رب الأسرة (سلام) يمر في ظروف صعبة، اذ انه يعمل بالأجر اليومي كعامل بناء ولايتمكن من تلبية طلبات ابنائه في وقت ضاعف بعض التجار اسعار الملابس. ويرى عدد من المختصين ان ظاهرة رفع اسعار الملابس قبيل العيد بانها مألوفة وليست بالجديدة، فضلا عن كونها موروثة من تراكمات الماضي، كما ان الحد من ظاهرة ارتفاع الاسعار في الموسم يكون من خلال نشر وعي وثقافة التسوق بين الجمهور و الحث على شراء ماهو ضروري فقط.
شراء الملابس
عامل البناء «سلام» قال ان فترة ما قبل العيد تتطلب مني الحفاظ على استمرار العمل لاضمن توفير «العيديات» والملابس الجديدة لابنائي الاربعة وانفاق كل ما اجمعه تقريبا على شراء الملابس لهم ، في حين احاول ان اشتري قطعة ملابس لي او لزوجتي قبل مدة من ارتفاع اسعارها خلال فترة ما قبل العيد.
وطالب «سلام» أصحاب المحال المتخصصة ببيع ملابس الاطفال بان ينظروا بعين الرحمة الى محدودي الدخل والرأفة بهم لضعف احوالهم المادية لاسيما للمهجرين والنازحين منهم.
تحديد الأسعار
ويشكل موضوع الاسعار ومن يحددها هاجسا كبيرا لدى الجمهور في حين تلعب غرفة تجارة بغداد دورا في تحديد الاسعار من خلال لجان مشكلة من قبلها في الاسواق. عضو مجلس ادارة غرفة تجارة بغداد علاء النوري بين في تصريح نقلته (الصباح) ان اللجان المشكلة في جميع اسواق الجملة تتابع بشكل يومي مستوى الاسعار في جميع الاسواق، مشيرا الى ان آخر تقرير صدر عن هذه اللجان لم يسجل اي ارتفاع في الاسعار مقارنة مع المدة الماضية.
التزام التجار
وأكد النوري التزام جميع التجار بالحفاظ على استقرار وتثبيت الاسعار والحد من اي تلاعبات قد تحصل في الاسواق المحلية وتؤثر سلبا في المستوى المعيشي للاسرة ، موضحا ان المتابعة خلال هذه الايام مركزة على اسعار المواد الغذائية والمنزلية، الى جانب الملابس ولعب الاطفال.
وأشار الى ان اعضاء غرفة تجارة بغداد ملتزمون بتأمين متطلبات السوق وتلبية احتياجاتها من جميع المواد الاساسية وباسعار تناسب الدخل المادي للعوائل. بدوره قال الخبير الاقتصادي باسم جميل: تلعب ثقافة التسوق دورا لدى الجمهور اذ ان انعدام هذه الثقافة تتيح استغلال التجار لهذه المناسبة بما يكون له الاثر الواضح في صعود معدلات اسعار المواد لاسيما الملابس قبيل العيد.
واوضح في حديث نقلته «الصباح» أن سعي التجار والباعة الى تحقيق ارباح كبيرة بمدة قصيرة يعكسه استغلال ايام الاعياد ومواسم التسوق ما يسهم في ارتفاع الاسعار الى جانب طرق العرض واساليب البعض في ترغيب المواطنين بشراء المزيد دون تقديم اي خفض في الاسعار.
جميل لفت الى ان ارتفاع الاسعار في مواسم التسوق وتحضيرات الاعياد تعد تراكمات موروثة عكست الظروف التي مر بها البلد سابقا ما ولد حالات من الهلع لدى المواطنين من اختفاء المواد الاساسية من الاسواق، ما رتب لظهور حالات «نهم» للتسوق.
يذكر ان العراق أنفق في أحد الأعوام على استيراد أكثر من 75 مليار دولار 90 بالمئة منها للمواد الكمالية والاستهلاكية. وتوجد في كل دول العالم ظاهرة معاكسة تماما لحالة الاسواق في العراق، اذ تتنافس المحال التجارية قبيل الاعياد ومواسم التسوق على تقديم عروض اغرائية لحث الزبائن من خلال تخفيض او خصم على الاسعار على الشراء، ليكون اصحاب الاسواق بذلك قد حققوا فائدة مزدوجة بتصريف بضاعتهم لاكبر عدد من المشترين دون كسادها.
المولات الكبيرة
وأشار جميل إلى وجود حالة تنافسية شهدتها مؤخرا مناطق في العراق من حيث جودة البضائع الموجودة في المولات الكبيرة، مؤكدا ان ذلك لم يمنع رفع الاسعار بسبب قلة ثقافة التسوق وعدم نشر الوعي بين المجتمع على مستوى البائع والمشتري على حد سواء.