عزت لجنة البطاقة التموينية في مجلس محافظة بغداد، اليوم الاربعاء، اسباب دخول شحنة الرز الهندية "التالفة" عبر موانئ البصرة الى آليات التعاقد المعتمدة بين وزارة التجارة والشركات المجهزة للمواد والبضائع الداخلة الى البلاد، واشارت الى استيفاء الشركة الموردة للرز الهندي 90% من قيمة المبلغ الخاص بالصفقة قبل وصول البضاعة الى الموانئ العراقية، فيما اخلت الموانئ العراقية مسؤوليتها عن دخول تلك الشحنة، مؤكدة ان وزارة التجارة ابلغتها مسبقا بـ"صلاحية الرز الهندي وضرورة تفريغها باسرع وقت".
وقال رئيس لجنة البطاقة التموينية في مجلس محافظة بغداد، فؤاد علي اكبر، خلال استضافته في برنامج (ناس وحكومة)، الذي تعرضه قناة (المدى)، إن "ملف مفردات البطاقة التموينية يعاني الفساد منذ فترة طويلة من حيث التجهيز السيئ واعتماد مناشئ رديئة"، مبيناً ان "اللجنة سبق وان خاطبت وزارة التجارة بضرورة تحسين تلك المفردات وخصوصا مادة الرز غير ان الوزارة لم تلق الاهتمام اللازم وبقي الوضع على ما هو عليه".
واضاف علي اكبر، ان "شحنة الرز الهندي التي دخلت الموانئ العراقية تعد الاسوء ما بين المواد المجهزة لغاية الان"، مبيناً ان "هنالك خللاً في طبيعة الصفقات المبرمة بين التجارة والشركة المجهزة والتي يعتقد انها هندية".
وكشف اكبر عن ان "صيغة التعاقد تنص على اعتماد طرف ثالث اجنبي لفحص المواد الغذائية قبل وصولها الى الموانئ العراقية وهي من تحدد صلاحيتها من عدمها دون وجود اي سلطة رقابية للجهات العراقية".
ودعا رئيس لجنة البطاقة التموينية في مجلس محافظة بغداد، الى "ضرورة تعديل تلك الآليات المعتمدة في دخول المواد المخصصة لمفردات البطاقة التموينية واعطاء الدور الى السلطات العراقية في تفتيش وفحص تلك المواد المستوردة"، مشيراً الى ان "90% من اموال شحنة الرز الهندية تم تسليمها الى الشركة المجهزة قبل دخولها العراق".
من جانبه، قال مدير اعلام موانئ البصرة، انمار الصافي، في تصريح لبرنامج (ناس وحكومة)، إن "الموانئ ليست مسؤولة عما حصل في صفقة الرز الهندية وقد تم تفريغها بمدة قياسية وخصوصا انها تعتمد تسهيلات كبيرة في ادخال السفن التي تحمل مواد غذائية مخصصة لمفردات البطاقة التموينية".
وتابع الصافي ان "وزارة التجارة خاطبتنا بكتاب في الـ21 من شهر ايلول الماضي، تعلمنا من خلاله ان شحنة تحمل الرز الهندي على متن باخرة تسمى الكابتن عارف، ستصل الى الموانئ العراقية، ولابد من تسهيل دخولها كون المادة مفحوصة وهي صالحة للاستهلاك البشري ماعدا عنبر رقم 1".
وعزا الصافي، "اسباب تلك الاخطاء الى تعدد السلطات الرقابية، وعدم وجود سلطة رئيسة وشاملة للموانئ العراقية، فضلاً عن الآليات الموضوعة في اخذ العينات من المواد القادمة الى العراق والتي ترسل الى مختبرات السيطرة النوعية في بغداد"، مبينا ان "هذه الامور تسبب بعراقيل امام دخول الكثير من البضائع وربما التسبب باتلافها لانتظارها طويلا على ارصفة الميناء".
وكانت لجنة الاقتصاد والاستثمار في مجلس النواب، اعلنت، امس الثلاثاء، الـ(4 من ايلول 2016) تقديمها طلبا الى القضاء لحجز شحنة الرز التالفة الموجود في ميناء ام قصر بمحافظة البصرة، وعدم ايصالها للمواطنين، فيما أكدت أن البرلمان يستضيف وزير التجارة او وكيله خلال اليومين القادمين بشأن العقود التي وقعتها الوزارة لتوريد الرز الهندي.
وكانت لجنة النزاهة في مجلس محافظة البصرة كشفت، اول أمس الأحد، (2 تشرين الاول 2016)، عن وجود حشرة تسبب "التعفن" في شحنة الرز "رديء النوعية" المستوردة لحساب وزارة التجارة، وفي حين بينت أنها بانتظار الفحص المختبري لاتخاذ القرار بشأنها، دعت لأن يتم ذلك بالمحافظة ضماناً لسرعة الحصول على النتائج.
وكانت الشركة العامة لموانئ العراق، أكدت، في اليوم ذاته، "عدم مسؤوليتها" عن شحنة الرز البالغة أكثر من 41 طن التي أثير الجدل بشأن "عدم صلاحيتها"، كونها معنية بالعمليات البحرية وإجراءات الشحن والتفريغ حصراً، مبينة أنها تلقت من وزارة التجارة والسيطرة النوعية "الموافقات الرسمية" التي توضح "صلاحية" الشحنة باستثناء عنبر واحد منها.
وكانت وزارة التجارة العراقية نفت، الاحد،(2 تشرين الاول 2016)، وجود كميات تالفة من مادة الرز في البطاقة التموينية، وأكدت أنها تخضع لمعايير الفحص المختبري من قبل شركات عالمية رصينة، وفي حين بينت أن كميات الرز التالفة التي عثر عليها في موانئ البصرة "لا تعود" للبواخر الموردة لصالحها، اتهمت بعض الأشخاص بتسويق تلك المادة بهدف "الاساءة لتعاقداتها مع الشركات العالمية الرصينة".
يذكر أن النائب عن محافظة البصرة عادل المنصوري، كشف، عن وجود 40 طنا من الرز الهندي التالف في موانئ البصرة، وحمّل الحكومة المحلية في البصرة ووزارة التجارة وبعض الجهات مسؤولية بقاء الرز من دون تفريغ، وفي حين بين أن الخبراء أكدوا على "عدم صلاحيتها" للاستهلاك الحيواني أيضاً وليس البشري فقط، طالب هيئة النزاهة ورئاسة الوزراء بـ"فتح تحقيق عاجل" بالموضوع.
https://telegram.me/buratha
