قدّر فيكتور تشو، رئيس مجلس إدارة ومدير عام صندوق الاستثمار الصيني الكبير، "فيرست إيسترن إنفسمنت غروب" First Eastern Investment Group، حجم الاستثمارات الشرق أوسطية في الصين بزهاء 20 مليار دولار سنوياً.كما رجح أن يكون حجم الاستثمارات المقابلة قرابة نصف هذا المبلغ، مشيراً، في حديث لبرنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN،" إلى أن الصين ترغب في تعزيز علاقاتها مع المنطقة لتأمين حصة من مواردها النفطية، والحصول بالمقابل على فرص للمساهمة في مشاريعها التنموية.
وكشف تشو، الذي شغل في السابق عضوية مجلس إدارة بورصة هونغ كونغ ولجنة هونغ كونغ الحكومية المركزية، أن اهتمام الصين الحقيقي بالشرق الأوسط يعود إلى أسباب "إستراتيجية وتجارية."واعتبر أن الأهداف الإستراتيجية تتلخص في "حاجة الصين إلى بناء جسور الصداقة الطويلة الأمد لضمان وجود شركاء على صعيد تأمين الطاقة."أما على المستوى التجاري، تابع تشو، فإن الصين "ترغب بتقديم الكثير من خبراتها في مجال تطوير الخليج،" الذي اعتبر أنه "أحد أغنى مناطق العالم،" غير أنه ما يزال يعاني وجود مناطق متخلفة على صعيد البنية التحتية.وأضاف: "إذا رغبت دول الخليج في النهوض السريع، فإن عليها استخدام مهندسي الصين وشركاتها الخاصة بالإنشاءات والمعدات، ولهذه الشركات الكثير من الخبرة التي يمكن أن توظفها في الخليج بعدما ساهمت في بناء البنية التحتية الصينية على مدار 30 عاماً."ولدى سؤاله عن القطاعات التي تعمل الشركات الصينية على دخولها في منطقة الشرق الأوسط عموماً، والخليج خصوصاً، قال تشو إن الحقل الأبرز لعمل هذه الشركات يتمثل في قطاع البناء، حيث فازت مؤسسات صينية بمشاريع لبناء سكك حديدية في المملكة العربية السعودية.ولفت إلى وجود فرص مستقبلية في قطاع الخدمات، حيث سيفرض التوسع الكبير للمنطقة تطوير هذا القطاع، الذي بدأ يشهد نشاطاً متزايداً للشركات الصينية على حساب تلك الآتية من شبه القارة الهندية.وأكد تشو أن هذه التطورات قادت إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الصينيين، الذين تسجل دولة الإمارات العربية المتحدة وجود 200 ألفاً منهم على أراضيهم حالياً، بين عمال وخبراء، مقارنة ببضعة آلاف فقط قبل 15 عاماً.وقال تشو، وهو أيضاً عضو مؤسس في "منتدى الاقتصاد العالمي" وشريك في إدارة مجلس WEF العالمي للأعمال إن حجم التقديرات الأولية للاستثمارات الخليجية في الصين يقارب 20 مليار دولار سنوياً.ولوحظ وجود اتجاه متزايد لرؤوس الأموال الخليجية تجاه الصين التي بدأت فعلياً بمنافسة أوربا والولايات المتحدة في جذب تلك الأموال."وأضاف: "قبل عقد من الزمن، كانت الأموال العربية تقف عند سنغافورة شرقاً.. قبل أن يكتشف المستثمرون في الشرق الأوسط الفرص التي تقدمها الصين... ولو أن نصف تلك الأموال عائد باستثمارات مقابلة إلى الشرق الأوسط، فإننا سنكون حينها أمام رقم هائل."
https://telegram.me/buratha