اتفقت مجموعة من اكبر البنوك المركزية على ضخ نحو 110 مليارات دولار في الاسواق العالمية بهدف دفع النمو الاقتصادي. فقد اعلن كل من البنك المركزي الاوروبي وبنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي (الذي يقوم بوظائف البنك المركزي)، والبنوك المركزية في كندا وانجلترا وسويسرا انهم سيقدمون قروضا بالمليارات الى البنوك بهدف تشجيعها على تخفيض سعر الفائدة وزيادة القروض، وبالتالي زيادة السيولة في الاسواق. كما رحب البنك المركزي في كل من اليابان والسويد بهذه الاجراءات.
وقال متحدث باسم بنك انجلترا "ان هذا التعاون بين البنوك المركزية يمثل استجابة للضغوط في اسواق المعاملات بين البنوك، والتي تصاعدت في الفترة الاخيرة بسبب صعوبات في اسواق المال العالمية". كما رحب رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون بهذا التحرك، وقال في مقابلة مع صحيفة "التايمز" البريطانية انه يأمل في مزيد من التعاون بين البنوك المركزية في المستقبل. ويرجع السبب في هذا التحرك الى تراجع القروض بين البنوك نفسها بعد ان حققت بعضها خسائر كبيرة في سوق العقارات الامريكي، الامر الذي قلل من السيولة المتوافرة لديها، ووبالتالي جعلها اقل قدرة على تقديم القروض. وتصاعدت المخاوف في الاسواق العالمية من ان يؤدي تخفيض القروض في الولايات المتحدة الى دخول الاقتصاد الامريكي في دورة كساد، الامر الذي سيعاني منه الاقتصاد العالمي. الا ان بنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي سيقدم قروضا تزيد عن 40 ميار دولار الى البنوك من خلال مزادات قبل نهاية هذا العام. وتخشى البنوك المركزية من ان صعوبة حصول البنوك على سيولة كافية سيؤدي الى رفع سعر الفائدة للمقترضين من البنوك، وبالتالي تراجع السيولة والحد من انفاق المستهلكين. وجاء هذا التحرك بعد ان قام كل من بنك انجلترا وبنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي بخفض اسعار الفائدة لتشجيع البنوك على تقديم القروض. الا ان هذا التحرك لم يكن كافيا لخفض سعر الفائدة التي تتعامل به البنوك بين بعضها، الامر الذي يعني ان هذه البنوك لازالت متخوفة من التوسع في الاقراض. ويقول المحرر الاقتصادي لبي بي سي روبرت بيستون ان قيام البنوك المركزية بتقديم القروض للبنوك التجارية يعني انها بدورها تستطيع ان تقدم قروضا لبعضها البعض". ومن جانب آخر اوضح محللون ان هذا التحرك يعبر عن مدى الازمة التي تمر بها اسواق المال العالمية. وقال المحلل المالي ايان كيرنوهان "هذه الخطوة توضح مدى خطورة ازمة السيولة التي تمر بها اسواق المال العالمية". واضاف ان لازال مقتنعا بان الاقتصاد البريطاني سيمر بحالة تباطؤ العام القادم. ولن تقدم البنوك المركزية هذه القروض الا الى البنوك التي تتمتع بوضع مالي سليم، وتفي بالشروط التي تضعها هذه البنوك.
https://telegram.me/buratha