كشفت الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم، الإثنين 26 تشرين الثاني 2018، عن حجم الخسائر المترتبة على العراق جراء زيادة المعروض وانخفاض سعر برميل النفط في الاسواق العالمية.
وقالت سميسم في حديث خص به (بغداد اليوم)، إن "اغراق السوق العالمي بكميات المعروض طريقة اقتصادية تقليدية لخفض اسعار برميل النفط عالميا".
واضافت ان "الولايات المتحدة الامريكية عملت من خلال السعودية بالضغط على السوق من خلال زيادة الكميات المعروضة من النفط التي ستؤدي بطبيعة الحال الى انخفاض سعر النفط".
واوضحت ان "انخفاض اسعار النفط سيؤثر على الدول النفطية والاكثر على العراق الذي تحول الى دولة ريعية بعد عام 2003 اذ يعتمد ما نسبته 97% من تمويل الموازنة الاتحادية العامة للبلد من النفط".
ورأت ان "نزول برميل النفط بمقدار 20$ فيما يصدر العراق اربعة ملايين برميل يوميا، بمعادلة بسيطة سيؤدي الى خسارة العراق 80 مليون دولار يوميا"، مؤكدة انه "درس للساسة العراقيين الذين لم يهتموا بتنمية الاقتصاد ووضع استراتيجيات لمواجهة الانخفاض المتوقع بين فترة واخرى باسعار النفط ".
وكان الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي وفيق السامرائي، الإثنين، 26 تشرين الثاني، 2018، طرح (6) حلول لتجنب انعكاسات هبوط اسعار النفط "المرتقبة"، عالمياً على العراق.
وذكر السامرائي في تدوينة على موقعه بالفيس بوك ، أنه "مهما قال خبراء النفط، وتفاءلت الدول المنتجة فلا عودة للتعويل الدائم على أسعار مرتفعة، فالعلم يتطور وآفاق الطاقة البديلة تتسع في العالم المتطور وأصبحت جزءا مهما من برامج الحياة، ولم يعد ممكنا (أبدا) الخضوع للاحتكار ورهن حياة الناس بنتائج الأزمات المتجددة، ودرس قطع إمدادات النفط باجتماع لن يتكرر كما حدث بعد حرب 1973".
وأشار الى أن "منذ نحو شهر تقريبا تراجعت أسعار النفط بنحو 30% بضغط أميركي لم يعد ممكنا تجاهله، وهو ما يوفر أموالا طائلة للأميركيين، فالقصة أصبحت أقرب الى وصفها بالأوامر"، مبيناً أن "نسبة كبيرة جدا من النفط تستهلك من قبل السيارات والحركة متواصلة لتطوير السيارات الكهربائية بسرعة والعلم لم يعد حكرا لأحد".
وأردف انه "حتى لو عادت الأسعار إلى الأرتفاع فسيكون ارتفاعا مؤقتا ونسبيا ومن المتوقع أن نرى مستقبلا سعرا لايزيد عن نصفه حاليا وأقل"، مشيراً الى أن "النفط باق لا ينضب واستخداماته مستمرة لقرون لكن مجالات الاستهلاك الأوسع ستتقلص جداً".
وأوضح أن "وضعاً كهذا سيؤثر على العراق أكثر من أي دولة أخرى من الآن، بسبب اعتماد النظام الاقتصادي فيه على العائدات النفطية، وهو ما يحدد القدرة على تحسين الوضع المعيشي والتطور، وهذا بسبب سياسات خاطئة ورثت منذ ستين عاما".
ورأى السامرائي أن "الحل، يكمن باعتماد 6 حلول تتمثل بإعادة تنشيط الزراعة بقوة حيث يتطلب الاهتمام بتقوية وحراسة وزيادة عدد سدود المياه في كل العراق وجعلها مواقع سيادية، وفتح المجال أمام حركة القطاع الخاص، ومكافحة الفساد وتقوية الرقابة (المركزية) والتخطيط، وتعزيز الأمن ووقف الأزمات السياسية بتطوير النظام السياسي لتشجيع الاستثمارات الأجنبية، والنظام الرئاسي المراقب برلمانيا وإعلاميا وشعبيا مهم جدا".
https://telegram.me/buratha