أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، ان العالم بحاجة متزايدة باستمرار إلى إمدادات مستقرة وآمنة للطاقة مع استمرار زيادة السكان وتنامي الاقتصادات على مدى عقود قادمة.
وأفاد تقرير للمنظمة عن مشاركة الأمين العام محمد باركيندو في مؤتمر النفط والمال في لندن الذي عقد امس الاثنين، أنه "من المتوقع أن يكون الاقتصاد العالمي في 2040 ضعف حجمه في 2018، كما أنه من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى نحو 9.2 مليار نسمة بزيادة نحو 1.5 مليار نسمة عن اليوم.
ونبه التقرير إلى ضرورة إدراك أن "فقر الطاقة لا يزال يمثل آفة في عصرنا، على الرغم من أن تقرير الأمم المتحدة بشأن أهداف التنمية المستدامة يشير إلى أن إجمالي عدد الأشخاص، الذين لا يحصلون على خدمات الكهرباء انخفض إلى أقل من مليار شخص في 2017، إلا أنه ما زال هناك كثير من العمل، الذي يتعين القيام به في هذا المجال"، لافتا إلى "وجود 3 مليارات شخص يفتقرون إلى إمكانية الحصول على الوقود منخفض الانبعاثات لأغراض الطهي".
وذكر التقرير أن "أحدث التوقعات العالمية للنفط في منظمة أوبك تؤكد أن الطلب العالمي على الطاقة سيزداد بنحو 33 في المائة بحلول 2040".
وبحسب التقرير، فإن "هناك من يعتقد بأن صناعات النفط والغاز يجب ألا تكون جزءا من مستقبل الطاقة وأن المستقبل يمكن أن تهيمن عليه الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية"، لافتا إلى أنه "من المهم أن نذكر بوضوح بأن العلم لا يخبرنا بذلك ويخبرنا أننا نحتاج إلى تقليل الانبعاثات واستخدام الطاقة بشكل أكثر كفاءة".
وأضاف أن "مصادر الطاقة المتجددة تسجل نموا قويا مع توسع الرياح والطاقة الشمسية بسرعة، ولكن حتى 2040 وبحسب دراسات "أوبك"، يُقدر أنها ستشكل نحو 19 في المائة فقط من مزيج الطاقة العالمي".
وأشار التقرير إلى "توقعات بتجاوز الطاقة النووية ما يزيد قليلا على 6 في المائة، وبقاء الفحم بنسبة تزيد قليلا على 21 في المائة بحلول 2040، وهذا يعني أن النفط والغاز سيواصلان مجتمعين توفير أكثر من 50 في المائة من احتياجات العالم من الطاقة بحلول 2040، إذ يشكل النفط نحو 28 في المائة والغاز 25 في المائة".
وتابع التقرير أن عديدا من الدول الأعضاء في "أوبك" لديها مصادر كبيرة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهناك استثمارات ضخمة في طريقها إلى هذا المجال، في الوقت الذي لا توجد فيه توقعات تشير إلى أن مصادر الطاقة المتجددة ستقترب من تجاوز النفط والغاز في العقود المقبلة.
وشدد على ترحيب "أوبك" بتطوير مصادر الطاقة المتجددة، مضيفا أنه ليس هناك شك في أن السيارات الكهربائية ستواصل التوسع في قطاع النقل، ودراسات "أوبك" تؤكد زيادة حصة السيارات الكهربائية في إجمالي أسطول النقل البري، حيث من المتوقع أن تتوسع إلى نحو 13 في المائة خلال 2040.
https://telegram.me/buratha