حامد البياتي
ليس عندنا ملوما من يظن سوءا بامريكا واجهزتها بمسؤوليتها عن نشر الجزع التسونامي الكروني، وليس عندنا ملوما ايضا من يؤمن بنظرية المؤامرة التي يشكك بها البعض، فاستقراءا سريعا لتاريخ الولايات المتحدة الامريكية ومنذ ان استقلت عن استعمارها البريطاني في ٤/ تموز من عام ١٧٧٦ والتي التحمت في اول اول في ثلاث عشر ولاية بضمنها لويزيانا التي اشترتها من فرنسا، مابرحت باستخدام الحرب الجرثومية ضد الهنود الحمر اصحاب الارض الاصلاء، احتذاءا باسلافها المستعمرين من الاسپان والفرنسيين والانجليز٠ومما يذكر في سيرتها الغادرة انها كانت ترسل الى رؤساء القبائل الهندية مناديل وبطانيات وفرش ملوثة بالجدري كهدايا، فادت الى قتل الملايين منهم ولم يبقى منهم في كل القارة التي سكنوها قرونا الا مليونين ونصف فقط٠
وفي عام ١٩٤٣ وبناءا على تعليمات الرئيس فرانكلين روزفلت فقد بدأت الولايات بالقيام بالعديد من التجارب البيولوجية من اجل صناعة اسلحة كيميائية فتاكة ولسنوات امتدت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، وقد انشأت مخزون ضخم منها، ولكن المخزي في الامر انها كانت تجرب هذه الاسلحة المجرمة في المناطق التي يقطنها الزنوج واصحاب البشرة السوداء٠
وفي حربها مع فيتنام، التي امتدت من عام ٦١- ١٩٧١ قامت طائراتها الباغية بقصف الادغال والغابات الكثيفة التي كانت حصونا وقلاعا للمقاوميين الفيتنام بقذائف كيميائية بحجة العتمة وانعدام الرؤيا، زادت عن ٧٥ مليون طن مما سبب في هلاك الزرع والضرع وتشويه اربعة ملايين ونصف من الشعب ومقتل وحرق ٤٠٠ الف وولادة نصف مليون طفل وهم يعانون من تشوهات وعوائق وعيوب خلقية٠
ولم تنجو كل من كمبوديا ولاوس من عين العاصفة الكيميائية الامريكية٠
وقد اعلنت الحكومة الكوبية في عام ١٩٨١ رسميا، انه تم تشخيص ٣٠٠ الف من مواطنيها مصابين بمرض حمى الضنك عقب الهجوم البيولوجي الذي شنه الجيش الامريكي على مناطق متفرقة من جزيرتها٠
كما نقل الخبراء السياسين عن كبار الاطباء ان الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو شافيز توفي عبر نقل خلايا مريضة الى جسده نفذتها المخابرات الامريكية والتي قامت ايضا بوضع مادة سامة في طعام الرئيس الجزائري هواري بومدين ففتت عظامه وتهرا لحمه وعجلت به الى الهلاك٠
وقد استغلت امريكا حملة التفتيش التي كانت تجريها على العراق بحثا عن اسلحة الدمار الشامل، في نقل اغلب الذخيرة البيلوجية والكيميائية الى خزائنها ومستودعاتها٠
تلكم قبضة يسيرة من اخبار السلاح المحرم دوليا واخلاقيا والتي لم تلتزم به امريكا وهي تتغول في الارض وتتشيطن وخصوصا بعد ان اذابت الاتحاد السوفيتي الذي وقف حجرة في طريقها٠
الصين اليوم تعتبر مفخرة الانتاج العالمي، وهي تسجل سنويا اكثر من نصف مليون براءة اختراع وملكية فكرية، ومن المتوقع ان يكون اقتصادها ضعفي الاقتصاد الامريكي بحلول عام ٢٠٣٠ مع ارتفاع قيمة عملتها المحلية التي سوف تدخل في مزاحمة ومنافسة الدولار، ومن هنا دقت امريكا طبول الحرب لانها لاتتخيل بالمطلق ان ينزل الدولار عن عرش سلطانه بعد ان ربطت النفط والذهب وكل المعادن النفيسة به، وكما اشتمت بانفها المخابراتي الحاد ان اليابان قد اعدت عدتها بقصف امريكا بسلاحها الجرثومي في سبتمبر من عام ١٩٤٥بادرت هي في اغسطس من نفس العام بهجومها الذري عليها، فتغدت بها قبل ان تتعشى بها، وهي الان تلعب لعبة الغداء والعشاء مع الصين٠
ان الدولار هو هبل امريكا ولاتها ومناتها وحجرها الاخضر الذي تريد الدنيا ان تطوف حوله، وستضرب بايدي حديدية وكيميائية وجرثومية كل من يفرق بينه وبين اسواق المال والاسهم والسندات والاستثمار والتداول والصرف والسلع والارباح٠
قال تعالى في كتابه المجيد ( انه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم )٠
صدق الله العلي العظيم٠
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha