الصفحة الاقتصادية

ميناء الفاو الكبير, حديث بهدوء


  عبد الكاظم حسن الجابري||

يدور حديث كثير حول انشاء ميناء الفاو الكبير, حديث يشوبه كثير من اللغط, وكثير من الاتهامات والتخوين, وفيه كثير من التهويل والتهليل والتطبيل.  يسأل كثير من الناس عن حقيقة ميناء الفاو, وهل سيكون طوق النجاة لانتشال العراق من واقعه المزري؟ وما حقيقة ما يصرح به بعض المسؤولين والذين وصل بأحدهم ان يقول ان الميناء سيحقق واردات بمقدار 400 مليار دولار سنويا. بداية نقول ان مشكلة ميناء الفاو كباقي مشاكل العراق, اصبح ساحة للمساومات والمزايدات, يشرق فيه بعضهم ويغرب اخر, بل الادهى من ذلك ان الحكومة وعلى لسان رئيس مجلس الوزراء قد دخلت على خط الشعارات في هذا المجال في حين انها معنية بإنجازه لا ان تستعرض به. الحقيقة التي يجب ان يعلمها كل الناس ان ميناء الفاو سيسهم في التنمية الاقتصادية العراقية, وانه سيكون منفذ ومورد مالي جديد للعراق, كما وانه سيكون نقطة جذب للقوافل التجارية القادمة عبر البحر, لكن كل هذا سيتحقق في الظروف الطبيعية وفي ظل بلد متطور فقط. مشكلة ميناء الفاو وعوامل فشله موجودة في الواقع العراقي, فكل ميناء يعد نقطة بداية للصادرات ونقطة نهاية للواردات, وهذه الواردات تحتاج الى منظومة نقل متكاملة, فالميناء وحده لن يكون فعالا ان لم يرتبط بشبكة واسعة وفعالة وكفؤة من السكك والطرق, كما ان المرافق الخدمية الساندة للميناء وآلية وسرعة التفريغ والتحميل ان لم تكن متطورة فلن تسهم في حالة الجذب التجاري, كما ان الادارة وتجاوز البيروقراطية وغياب الفساد سيكونان عاملان فعالين في انعاش الميناء, كذلك يلعب الامن دورا كبيرا في عملية اختيار وجهة البضاعة من قبل الموردين. المشكلة إن ما ذكرناه اعلاه غائب عن بلدنا, فشبكة طرقنا بائسة, وسككنا منهارة, وإدارة النقل لدينا متخبطة, وتخضع للمحاصصة, والتعيين فيها في أغلبه خاضع للمحسوبية, كذلك المشهد الامني المتردي غير خافٍ عن المتابع . من جانب اخر فان الوضع الجيوسياسي والمتغيرات الدولية ستكون عامل مهم في اختيار وجهة القوافل التجارية, وهناك اعتبارات في التبادل التجاري, فالدول مستعدة للتضحية في جانب في مقابل الكسب في جانب اخر, فمثلا نقل بضاعة اذا مر من دولة يتم تحميله سعريا الا ان الدولة الموردة ستتحمل هذا التحميل مقابل مصالح اقتصادية اخرى كالاستثمارات مثلا. ما يدور حول ميناء الفاو يجب ان يُقرأ بهدوء, بعيدا عن مزايدات السياسيين وتحليلات غير المختصين, والاستماع الى اراء الخبراء الموثوقين والمخلصين بهذا الشأن, ودراسة المواضيع المحلية والدولية جنبا الى جنب لتتضح الصورة كاملة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (الصفحة الاقتصادية)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك