د بلال الخليفة ||
مر علينا في الأربعاء الماضي المصادف ٤-١١-٢٠٢٠ خبر مفادة ان العراق ونيجيريا يقوضان جهود منظمة أوبك لدعم أسعار النفط الخام حتى مع تأجيل المنظمة وحلفائها زيادة الأنتاج حسب ما نقلته وكالة بلومبيرغ الامريكية. واشارت الوكالة الى ان "العراق عزز الامدادات بمقدار 160 الف برميل الى 3.78 مليون برميل يوميا، فيما عززت نيجيريا الامدادات بمقدار 120 الف برميل يوميا ليصل الى 1.61 مليون برميل يوميا".
لكن بعد يوم يوجد خبر نقيض خبر الليلة الماضية بانه (اكد وزير الطاقة الجزائري عبد المجيد عطار، الاربعاء، ان اربع دول بينها العراق تسعى لتمديد خفض انتاج النفط للحفاظ على الاسعار وعدم انخفاضها مرة أخرى).
وفي نيسان الماضي، توصّلت أوبك+ إلى اتّفاق بتخفيض إمدادات النفط لمدّة عامين، بهدف ضبط أسواق النفط، الذي انهارت أسعاره جراء تراجع الطلب في ظل تفشّي جائحة فيروس كورونا المستجدّ.
وقضى الإتّفاق بتخفيض الإنتاج بنحو 9.7 ملايين برميل يوميًا خلال شهري ايار وحزيران، على أن يجري تخفيض ما إجماليه 7.7 مليون برميل يوميًا في النصف الثاني من العام. كانت حصة العراق من هذا التخفيض هو مليون برميل وواحد ستون الف برميل باليوم. للعلم ان جزء من إنتاج النفط يذهب إلى الاستهلاك المحلي مثل التكرير واستخدامة في النقل وتوليد الطاقة الكهربائية وغيرها من الاستعمالات
للعلم أيضا ان الاستهلاك المحلي من المنتج النفطي هو ٨٠٠ الف برميل يوميا وان الانتاج الكلي للعراق هو ٤٦٠٠ الف برميل يوميا والمصدر منه ٣٨٠٠ الف برميل يوميا
ان التوصيات قالت الانتاج
للعلم من غير الممكن تقليل كمية الاستهلاك المحلي وبالتالي هو تخفيض لكمية النفط المصدر
انتهينا من توضيح المستهلك والمنتج والمصدر
نأتي لدراسة سيناريوهات افتراضية لتوضيح تأثير تقليل الانتاج او المصدر بصورة ادق
v السيناريو الاول
في حال عدم التخفيض يكون التصدير هو ٣.٨٠٠
وسعر البرميل ٢٠
فان العوائد النفطية للعراق تكون
٣٨٠٠*٢٠ = ٧٦.٠٠٠ مليون دولار يوميا
اي ٧٦ مليون يوميا
v السيناريو الثاني
هو أن التخفيض تم وان سعر البرميل ارتفع الى ٢٥ دولار للبرميل الواحد
فأن العائد النفطي يكون
٢.٨٠٠*٢٥= ٧٠.٠٠٠ مليون دولار
اي خسرنا سته مليون وربحنا مليون برميل بالاحتياط
v السيناريو الثالث
في حال تم التخفيض بمقدار مليون برميل فيكون كمية النفط المصدر هو ٢٨٠٠ وسعر البرميل يرتفع ل ٣٠ دولار
فأن كمية العوائد النفطية هي
٢٨٠٠*٣٠= ٨٤.٠٠٠ مليون دولار يوميا
اي ان الفارق هو ٨ مليون دولار يوميا
اي ربحنا ٨ مليون باليوم
مع ربح اخر هو حفاظنا على مليون برميل ايضا
v السناريو الرابع
العراق صدر الشهر الماضي (ايلول سبتمبر) 78,388,619.58 برميل بالشهر اي 2.612 مليون برميل باليوم وكان معدل السعر للبرميل الواحد هو 40.477 دولار وعند الضرب يكون العائد الكلي هو 3,172,949,120.81 دولار
ففي حالة رفع العراق من سقف انتاجة واصبح انتاجة 3 مليون برميل , سؤثر على السعر العالمي وينخفض السعر العالمي للبرميل في حال عدم التزام غيره من المنتجين فقد يصل الى 37 دولار بدل 40 دولار
30 يوم x 3 مليون برميل نفط x 34 دولار سعر البرميل = 3.060 مليار دولار
وبالتالي رغم ان المنتج توقع زيادة في العوائد بزيادة الانتاج الا ان العوائد قلت بزيادة الانتاج وذلك بانخفاض السعر العالمي
v الخلاصة
نسمع الكثير من السياسيين وخصوصا البرلمانيين يطالبون العراق بعدم الالتزام بمقررات منظمة اوبك الا انهم بالحقيقة يجهلون عواقب تلك التصريحات . فمنظمة اوبك وجدت لخدمة اعضائها والحفاظ على اسعار النفط. كما ان تفكك اوبك هو لصالح الدول المستهلكة للنفط اي اوبا وامريكا (رغم ان امريكا هي منتجة للنفط).
التخفيض هو من صالح العراق
ـــــــــ
إنهاء عقد الشركة الكورية وصلته بدول الجوار:
مالك العظماوي ||
تناقلت وكالات الأنباء ومنصات التواصل الاجتماعي خبرا مفاده: [ أن وزارة النقل أنهت العقد المبرم مع الشركة الكورية المنفذة لمشروع ميناء الفاو، بسبب مطالبة الأخيرة بإضافة تخصيصات مالية] (إنتهى).
وبقراءة متأنية نجد أن مشروع الفاو أكبر من حجم الحكومات التي تقود العراق، بسبب أن قدرنا جعل هذا المشروع مرتبط بمصالح الدول الكبرى والدول المجاورة، بل العالم بشكل عام، وإلا لِما حصلت مثل هذه الأحداث التي أدت إلى إفشال مذكرة التفاهم مع الصين والغائها نهائيا، وإسقاط حكومة عبد المهدي، ومن ثم حادثة موت مدير الشركة الكورية - التي جاء بها الكاظمي بدلاً عن الشركات الصينية - حيث توجد تسريبات تشير إلى أنه تعرض إلى تهديد من إحدى دول الجوار، وبعد أيام معدودات وجدوه (منتحراً) بغرفته.
وبعد تأكيد مديرها الجديد أنه هو وفريقه عازمان على المضي قدما في إكمال المشروع، وبعد فترة ليست بالطويلة عاد ليطرح مسألة الأموال الإضافية، وهدفه - وكما هو واضح - يريد التنصل وفك الإرتباط مع العراق بشأن هذا المشروع، ونحن على يقين بأنه سيترك العمل في الميناء حتى لو وافقت الحكومة العراقية بإضافة المبالغ المطلوبة، لأن الوقائع تشير إلى ذلك، وسنذكر منها على سبيل التوضيح للقارئ اللبيب وليكتشف بنفسه وقائع أخرى ترتبط بالتي سنذكرها:
١. تداخل المصالح الإقليمية في هذا المشروع الذي سوف يؤثر سلباً على بعض منها كميناء مبارك وموانئ الإمارات وغيرها.
٢. تأثيره على المصالح السعودية، وعلى قناة السويس في مصر، إذ سيترك أثراً بالغاً على اقتصاد هذه الدول.
٣. تزامن إلغاء العقد الكوري مع إبرام الاتفاقية العراقية - المصرية، وتعهد مصر بالقيام بمشاريع (كبرى) مقابل ضخ النفط العراقي لمصر ثمناً لمشاريعها (العملاقة) في العراق، وعلى غرار مذكرة التفاهم مع الصين التي لا تروق لبعضهم بحجة (رهن النفط العراقي) والتي أطاحت بعبد المهدي !!
٤. إعلان الحكومة العراقية - زورا - بأنها غير قادرة على دفع رواتب موظفيها، وهي بالحقيقة تريد الإيحاء بأن العراق غير قادر على الرواتب فضلا عن الاتفاقيات الدولية، على الرغم من وجود الإيرادات الكبيرة من واردات تصدير النفط والمنافذ الحدودية وغيرها. وأنها لعمري تقع ضمن المخطط الخارجي ضد أبناء الشعب العراقي.
ولذا فعلى الجميع أن يكونوا على قدر المسؤولية التاريخية والتصدي للحكومة الحالية التي تحاول - على ما يبدو - تنفيذ بعض السياسات التي تضر بمستقبل العراق وحاضره، من أجل إرضاء هذا الطرف أو ذاك. وإلا كيف أصبح مشروع الفاو مقبرة لجميع المحاولات والاتفاقات، من إفشال الإتفاق مع الصين إلى موت مدير الشركة الكورية، إلى إصرارها على ترك العمل في المشروع نهائيا وبحجة الأموال الإضافية، فأين كانت الشركة عن دراسة كلفة المشروع؟ وهل الكوريون بهذه الدرجة من السذاجة والغباء بالدخول بمشروع لهم فيه خسارة تجعلهم يعيدون حساباتهم، أن هذه مجرد مسرحية هزيلة لا يصدقها العقلاء، فلابد من التصدي لهذه الألاعيب التي تسير بالبلد إلى المجهول.
https://telegram.me/buratha