قال محقق أمريكي إن تهريب الآثار المنهوبة يساهم في تمويل الجماعات المتشددة المسلحة في العراق.وأوضح احتياط المارينز، العقيد ماثيو بوغدانوس، الذي ترأس التحقيق المبدئي في نهب الآثار من متحف بغداد القومي، أن تهريب تلك الآثار يمول المليشيات المسلحة.وذكر المحقق، وهو نائب مدعي عام مقاطعة نيويورك، أن عمليات الابتزاز والاختطاف تمثل مصدر التمويل الأول لتلك الجماعات، وأن الربط بينها وتهريب الآثار المنهوبة "لا يمكن دحضه."
واستطرد بوغدانوس، في حديث للأسوشيتد برس في ختام مؤتمر لليونسكو حول إعادة الآثار المنهوبة الثلاثاء قائلاً: "طالبان تستخدم الأفيون لتمويل أنشطتها في أفغانستان، وهذا غير متوفر في العراق، ولكن هناك إمدادات لا حصر لها من الآثار."ولم يقدم المحقق إيضاحات بشأن اتهاماته وإذا ما كانت المليشيات المسلحة متورطة بصورة مباشرة في التهريب أو تفرض "جبايات" على المهربين، الذين تتبع شبكاتهم خطوط برية إلى الأردن وسوريا ومن ثم إلى مدن مثل بيروت ودبي أو جنيف، وفق المصدر.ولفت بوغدانوس إلى أن تجارة الآثار المنهوبة لم تبدأ قبل أواخر عام 2004، واستخدمتها الجماعات السنية وتنظيم القاعدة الآن للتمويل."ولاقت تصريحات مماثلة ربطت بين المسلحين في العراق وتهريب الآثار المنهوبة ردود أفعال متباينة في السابق.وكان مدير "متحف العراق الوطني، دوني جورج، قد قال عام 2005 إن مبيعات الآثار المنهوب تساعد الجماعات المسلحة في "شراء السلاح والذخيرة المستخدمان ضد قوات الأمن العراقية والقوات الأمريكية."ويشار إلى أن قوة من المارينز اعتقلت عام 2006 مجموعة من المسلحين المشتبهين داخل خندق عثرت بداخله على أسلحة وذخيرة وبزات عسكرية بجانب بعض الآثار المنهوبة من المتحف.ومن جانبه قال مدير المتاحف بمنظمة اليونسكو، لورنت ليفي-ستروس إنه من الصعوبة للغاية تحديد المصير الذي آلت إليه الآثار المنهوبة، مضيفاً: "أجواء السرية تطبق على السوق، لذلك لا نعرف مكانها أو من الذي يشتريها أو إلى أين تنتهي الأموال."وكانت القوات الأمريكية قد تعرضت لسلسلة من الانتقادات عند دخولها بغداد جراء تقاعسها عن فرض الحماية ووقف عمليات النهب والسلب التي تعرضت لها المرافق العامة في العراق، من بينها المتحف.وحذرت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة "اليونيسكو" حينئذ من أن أهم الآثار العراقية قد تكون اختفت خلال موجة السلب والنهب.
https://telegram.me/buratha