هيثم الخزعلي||
بعد مقالنا السابق (الكاظمي وسيناريو يوغسلافيا السابقة لتقسيم العراق)
ولأن أجهزة المخابرات تعتمد نماذج خطط بقوالب ثابتة، ولا تخطط لكل دولة لوحدها خصوصا الدول الصغيرة، فيتم استحضار نموذج مطبق بدولة معينة وتطبيقه على دولة بظروف مشابهة..
فنموذح ساحة تتيامن في الصين كانت هناك محاولات لتطبيقه في تظاهرات تشرين في العراق.
ونموذج يوغسلافيا السابقة بقتلها اقتصاديا وتفكيكها سياسيا واجتماعيا باستخدام الظروف الاقتصادية والاعلام للوصول إلى غسيل دماغ جماعي او (العلاج بالصدمة) ويدفع أبناء الوطن للقتال فيما بينهم..
فظروف العراق الاجتماعية من تنوع عرقي وطائفي، ودولة شبه اشتراكية واصرار حكومة الكاظمي على الاقتراض، واعتماد سياسة التقشف بنفس الوقت، والسير بنفس الخطوات التي طبقت في يوغسلافيا السابقة من قبل حكومتها الفاسدة، تؤكد بأن الحكومة العراقية مدفوعة لتنفيذ مخطط خارجي لتقسيم العراق باستخدام برنامج (العلاج بالصدمة) المعروف والمعتمد من صندوق النقد الدولي.. وانها تحذو نفس الخطوات حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة...
لفرض برنامج صندوق النقد الدولي، هذا البرنامج الذي استغل قروض يوغسلافيا التي كانت ٢مليار عام ١٩٧٠ والتي وصلت ل٢٠ مليار عام ١٩٨٠ وبلغت خدمة الدين 20٪ من واردات يوغسلافيا، تدخل صندوق النقد لمنح يوغسلافيا ٢.١ مليار مقابل تطبيق برنامج التكييف الهيكلي والذي تضمن :-
١-الغاء الدعم على السلع الأساسية،
٢- تجميد الاستثمار في البنى التحتية،
٣- خفض المعاشات
٤- بيع شركات القطاع العام.
٥- تسريح آلاف العاملين.
٦- منع الحكومة من الاقتراض من البنك المركزي اليوغسلافي
٧-خفض الإنفاق الحكومي بنسبة ٥٪
كل هذا أدى إلى انخفاض الدخل الحقيقي وارتفاع الدين الخارجي وارتفاع معدلات البطالة والفقر وارتفاع التضخم الى ١٠٠٠٪..
وهي عين الشروط التي يريد تطبيقها الكاظمي وتضمنت ورقته البيضاء بعضا منها.
سوء الأحوال الاقتصادية دفع المقاطعات اليوغسلافية الغنية كسلوفينيا وكرواتيا للاستقلال ثم تقاتل ما تبقى من المقاطعات على الموارد المحدودة، بعد أن ضخ الإعلام بأن سبب فقر يوغسلافيا معدلات الإنجاب العالية للمسلمين وتغطية الصراع الاقتصادي بشعارات عرقية وعنصرية...
ولتاكيد ما ذهبنا اليه في قضية يوغسلافيا وانها تم قتلها اقتصاديا.،فقد نشرت ويكليكس عام ٢٠١٢ وثيقة يعود تاريخها لعام ٢٠٠٩ من المركز الأمريكي للدراسات الأمنية والعسكرية (ستراتفورد)...
تقول.. لاتنسوا بأن سياسات التقشف التي فرضها صندوق النقد الدولي على يوغسلافيا كانت سببا جزئيا بتفككها واندلاع النزاع فيها.
وفي عام ١٩٩٥ قال المحلل الكندي ميشيل شوشودفيسكي عند تعليقه على اتفاقية دايتون للسلام لانهاء الصراع في البوسنة والهرسك،
(ان تفكك الاتحاد اليوغسلافي له علاقة ببرنامج إعادة هيكلة الاقتصاد الكلى، الذي تم فرضه على يوغسلافيا من قبل دائنيها الخارجيين، هذا البرنامج الذي تم تنفيذه على مراحل بداية من عام ١٩٨٠ دفع الاقتصاد الوطني نحو الانهيار وتفكك القطاع الصناعي ثم تفكك دولة الرفاه بشكل تدريجي) فمن المعروف ان يوغسلافيا كانت دولة صناعية الا ان تصفير القطاع الصناعي تم عبر برامج صندوق النقد الدولي.
وفي كتاب مأساة البلقان الذي صدر عام ١٩٩٥ للعالمة الأمريكية (سوزان وودورد ) تقول (ان تفكك يوغسلافيا لم يكن نتيجة النزاعات العرقية، بل هو التدهور الاقتصادي الذي سببه برنامج سداد الديون الذي فرضه صندوق النقد الدولي و غيره من المؤسسات الدولية الأخرى على يوغسلافيا، والادعاء ان العنصرية العرقية هي السبب تدليس وقلب للحقائق )..
مما يؤكد ان يوغسلافيا تم قتلها اقتصاديا وتسليط ظروف صعبة عليها، وكما يحدث عند غسيل دماغ الأسرى، بتعريضهم لظروف قاهرة مع تلقينهم معتقدات وافكار مطلوبة.
فقد تم استخدام الظروف المعيشية القاهرة والإعلام لعمل غسيل دماغ جماعي، وإيجاد حالة من الحول السياسي صورت شركاء الوطن أعداء، ولم تسلط الضوء على مؤامرات صندوق النقد الدولي..
وأعتقد أن المخطط الذي ينفذه الكاظمي باجندات خارجية، يسعى لاغراق العراق بالديون وفرض سياسات تقشف ترفع معدلات البطالة والفقر وتهيئ الظروف النفسية لتقبل غسيل الدماغ الجماعي، وفرض منح صلاحيات للمحافطات بدعوى اللامركزية لتسهيل استقلال هذه المحافظات خصوصا الغنية كالبصرة المظلومة..وكركوك او كردستان..
وحينها مع التوجيه الاعلامي قد نصل لوحشية الصرب ونفكك العراق بين عشية وضحاها..
وما يؤكد كلامي هو تقرير الصحفي في وول ستريت جورنال (جود ونسكي ) الذي بعثه عام ١٩٩٣ لوزيرة الخارجي…
ــــــــ
https://telegram.me/buratha