د.حسين فلامرز||
تعتبر المساحة السطحية الكرة الارضية من الثوابت في الكون الذي نعيش فيه ومساحتها قابلة للزيادة والنقصان بعلافة عكسية مع الماء! ولكون الله سبحانه وتعالى سخر الفيزياء وعزز الحياة بالماء ويعني ذلك ان الارض قد تقل مساحتها اذا ماغمرتها المياه. وخير مثال على ذلك تلك الاعاصير والعواصف التي تغيب مساحات شاسعة من الاراضي والجبال بلحظات.
انعم الله على العراق بارض عالية محمية بارادة الخالق الذي لولاه لكان عبث المخلوق العراقي كافيا لتدميرها، حيث اننا ننعم بمناخ و جو ممتاز يجعل المعيشة سهلة جدا وممكن ان يمر كل انسان فيها ليشعر بنعمة بغداد التي وهبنا الله اياها.
بغداد قبلة العراقيين وخلال فترة تقارب خمسة عش سنة تضاعف عدد سكان بغداد الى ثلاثة اضعاف و اليوم يصل عدد نفوس بغداد الى قرابة العشرة ملايين نسمة ومعظمهم من الكادحين الذين نزحوا من بلداتهم العراقية الى عين الخير ودار السلام ومدينة العطاء! كل ذلك يحدث في بغداد ، ملايين الكادحين عن قريب سيتمكنون وتفتح لهم ابواب الرزق وتتعظم ثرواتهم التي يكتنزوها في المنازل حتى لاتظهر عليهم اثار الغنى ويبقون مساكين فقراء ليعطف عليهم!
ان الغد ليس ببعيد ومن الان ولمدة خمسة سنوات سيبدا الانفجار السكاني الهائل لتصبح بغداد وبدون حساب او كتاب او احصاء لتنظيم العملية ليصل نفوسها الى خمسة عشر مليون نسمة، مما يدفع الجميع للبحث عن امتار في مكان عاشوا فيه وعشقوه ولايريدون تركه.
حيث اليوم تتراوح اسعار المتر المربع للارض السكنية مابين مليونين وخمسة ملايين في مناطق السكن الافقية، ومايقارب خمسة عشر مليون للمتر المربع للبنايات العمودية والتي تصبح فيها حصة المتر المربع السكني العمودي قرابة مليون ونصف دينار.
ان الغد ليس ببعيد واكتناز المال في البيوت سيفجر الوضع في ارتفاع اسعار الارض السكنية! وهذا سيدفع الى مزيد من العشوائيات والتجاوز على الاراضي الزراعية وبالتالي خنق بغداد في ظل صراع بين المواطن والارض نتيجته ارتفاع الاسعار في زمان لايوجد تخطيط عمراني بل عشوائيات ممنهجة. والان ماذا يمكن ان نفعل لمواجهة هذا التفاقم!؟ ان استثمار الاراضي المحيطة بمدينة بغداد لابد ان تشكل طوقا سكنيا وباستثمارات داخلية معقولة تخفف من هذا الانفجار في الاسعار وفي نفس الوقت سيعيد توزيع الكثافة السكانية باسلوب ونسب تتناسب مع مايمكن ان يحفظ بغداد مدينة للسلام والعيش الكريم.
https://telegram.me/buratha