بهاء الخزعلي||
ليس خفي على العالم سيطرة الولايات المتحدة الأميركية، على الأسواق العالمية من خلال قوة الدولار في المعاملات الأقتصادية، وفي ظل الأزمة الأميركية الحالية، قد يذهب العالم الى مواجهة مالية للخلاص من تلك الهيمنة، كما أنها ليست المرة الاولى التي نشهد بها مواجهة مالية خصوصا بين اوربا وأمريكا.
في الستينيات من القرن العشرين حاول شارل ديغول الأستفادة من التسعير العالمي للدولار بالذهب، حيث عمل على تجميع كمية ضخمة من الذهب لفرنسا في البنك المركزي، مما أضطر الولايات المتحدة من إلغاء الربط بين الدولار والذهب في عام ١٩٧١م وبات الدولار كقيمة ورقته تفوق الذهب وكل شيء، ومنذ ذلك الوقت والدولار الأميركي يهيمن على الأسواق العالمية.
لكن في ظل الأزمة السياسية الأميركية الحالية، يرى الأوربيين أن اقتصادهم قد يدمر أذا أستمر الوضع على حاله، مما دفع الاتحاد الاوربي بطرح عملة اليورو العالمية كبديل للدولار للخلاص من تلك الهيمنة، حيث قررت المفوضية الأوربية المصادقة على ذلك القرار، اليوم الثلاثاء ١٩ كانون الثاني قبل تنصيب بايدن بيوم واحد رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، أن أختيار التوقيت بين رئاستين يعتبره الأوروبيين قد يسعفهم في ذلك، خصوصا بعد التركة الثقيلة التي خلفها ترامب لغريمه الديموقراطي بايدن، بسبب سياسات ترامب الخارجية التي يراها البعض سياسات بغيضة تدل على الغرور والاستكبار.
يرى بعض المراقبون أن الولايات المتحدة ستدافع عن مكانتها الأقتصادية، وكذلك عن هيمنتها على الأقتصاد العالمي، لأن حقيقة الأمر أن العالم هو من يحمي الأقتصاد الأميركي، بسبب تقديم الدول الأخرى الدولار لأميركا بدون فوائد أو بفوائد رمزية، وهي تقترض وأقتراضها وصل مستويات قياسية تقريبا ٢٦ ترليون دولار ويرى البعض قد يصل إلى ٢٨ ترليون في ٢٠٢١، مما يدعوها للدفاع على مكانتها الأقتصادية العالمية، لكن كيفية الدفاع تتوقف على قدرة بايدن من فرض سيطرته وحل مشاكل أميركا الداخلية.
لكن التحدي الحقيقي ليس أوربا بل سيكون من الصين، خصوصا أن الصين تعمل على برنامج أقتصادي جديد، بطرح اليوان الذهبي كبديل للدولار في تعاملاتها المالية الخارجية، واذا ما نجحت الصين بالحصول على اتفاقات تعاونية مالية مع اوربا سيكون وضع الدولار حرج للغاية، وكذلك قد يكون موقف أميركا عالميا حرج أيضا، لأن الولايات المتحدة لم تفز بهذه الهيمنة الا بتدمير أمبراطوريات سابقة بحربين عالميتين وحرب باردة وكانت نتائجها الهيمنة الأمريكية العالمية.
وقد نرى مشهد أخر جديد عالميا في حال لم تنجح الصين للأتفاق مع اوربا، قد تصبح التعاملات العالمية ثلاثية الجوانب، أميركا وحلفائها يتعاملون بالدولار و أوربا تتعامل باليورو.
ودول أخرى كأيران والصين والهند و روسيا صحيح ليس لديهم عملة واحدة لكن رغبتهم بالتخلي عن الدولار تدفعهم بذلك الاتجاه، مثلا الصين بدأت تتخلى عن أحتياطاتها بالدولار في الخارج لصالح أحتياطاتها بالذهب، وكذلك لاحظنا أثناء العقوبات على أيران كانت هناك عمليات تبادل بعيدة عن النظام المالي العالمي، مثلا ايران والصين او ايران وروسيا ايران ودول أخرى، وهذا التبادل هو عبارة عن تبادل مباشر، وهذا الشكل من التبادل هو لتجاوز النظام المالي الأميركي وتجاوز ضرورة مرور عملية التبادل بنيويورك، وهذه المحاولات في حال توسعت ورأت النجاح قد نرى أتفاقات ان اليوان الذهبي الصيني هو العملة العالمية لهذه المجموعة من الدول.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha