الصفحة الاقتصادية

ميناء الفاو؛ مستقبل العراق المشرق وكابوس الخليج الاقتصادي


 

علي الصحاف ||

 

طيلة السبعة عشر عام التي مضت، كان مشروع ميناء الفاو الكبير، يستوطن رفوف وزارة النقل كملف هامشي، بسبب الضغوط الدولية التي تحول دون انشاءه او البدء ببناءه، ومنذ اول خطوة جادة للبدء بإنشاء هذا المشروع العملاق، سارعت دولة الكويت بدعم اماراتي لإنشاء ميناء مبارك الكبير، الذي كان بمثابة الذراع الخانقة لميناء الفاو الكبير، في حال انشاءه، وبعد سنوات قليلة وبسبب الخلافات حول ميناء مبارك، وعدم احقية الكويت بانشاءه، خرج ملف مشروع ميناء الفاو الكبير من منفاه الى الواجهة لاول مرة.

البداية كانت بانشاء كاسر الامواج الاكبر في العالم عام ٢٠١٣، ليكون العراق بعدها بعدة اشهر على موعد مع "مظاهرات" غامظة النشأة، اجتاحت غرب العراق، متكأة على الدعم الخليجي منقطع النظير، وما لاقته من ترحيب مدفوع الثمن من خصوم الحكومة، لتكون البوابة الرئيسية لسقوط العراق بيد د١عش، لينشغل العراق حينها بحرب دموية، لأربع سنوات حالت دون الاستمرار في هذا المشروع، وبعد خمس سنوات من وضع الحجر الاساس لكاسر الامواج، والإعلان عن البدء  بأنشاء المشروع الذي تعرقل بسبب الحرب

تم اكمال الكاسر نهاية عام ٢٠١٩ ليكون مشروع اعادة احياء العراق الاقتصادي العظيم، جاهزا لاسدال الستار عن اولى خطوات ولادته،

كان لدول الخليج رأي اخر، فبدعم اماراتي سعودي، وبتنفيذ كويتي، وبتواطئ سياسيين عراقيين، تقرر انشاء خط سكك حديد، يربط العراق بالكويت، معلنا بذلك نحر ميناء الفاو قبل انشاءه، وجعله عديم الفائدة والجدوى، وفي نفس الوقت كان هنالك ضغوطات لتغيير عمق الميناء، من ١٩ متر الى ١٤ متر، وبالتالي جعله غير صالحا لاستقبال البواخر، واقتصاره على القوارب الصغيرة،

اخر محاولات عرقلة انشاء هذا الميناء، كانت صباح يوم الجمعة المصادف (٩ تشرين الاول ٢٠٢٠)، وتحديدا الحادثة الغامضة، التي عثر فيها على مدير الشركة الكورية؛ المسؤولة عن بناء ميناء الفاو مشنوقا في غرفته، وسط آلاف علامات الاستفهام والشك، كل هذا كان وسط تعتيم اعلامي، سبقه تجاهل متعمد لهذا المشروع العملاق، واهميته العظيمة للعراق، من قبل الصفحات والقنوات مشبوهة التوجهات والارتباطات، والمقربة من الخليج،

ان اهمية ميناء الفاو للعراق تكمن، في كونه المستقبل المشرق للعراق والعراقيين، حيث ان انشاء هذا المشروع، سيجعل العراق البوابة الاقتصادية، التي تربط الشرق بدول اوربا والعالم عبر تركيا، والذي سيكون قادرا على استقبال ٢٩ مليون حاوية يوميا، ويفتح للعراق الباب لانشاء الكثير من المدن الاقتصادية والتجارية، وكذلك توفير المال الكافي للاعمار، وعدم الاعتماد الكلي على النفط،.

ان هذا الميناء وبالرغم من اهميته العظيمة للعراق، الا انه سيخطف الاضواء عن الامارات والكويت، ويحول بوصلة الغرب والعالم من دبي الى البصرة.

اكمال هذا المشروع سيتيح للشركات العالمية الرصينة، التنافس للعمل والاستثمار النفطي والانشائي والكهربائي داخل العراق، لينفك بعدها العراق من سطوة الشركات الامريكية، التي تسيدت المشهد وسيطرت على كل هذه الاستثمارات، دون اي فائذة تذكر،

بالرغم من تلك المميزات والخصائص، الا ان انشاءه بمثابة الخطوة الغاية في الصعوبة، في ضل الاحتلال الامريكي، وسيطرة عملاء الاحتلال على الاعلام، والكثير من الملفات الاخرى، وكذلك استعداد دول الخليج لصرف الاموال الطائلة، مقابل ابعاد هذا الكابوس.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك