ابراهيم السراج
هذه المقولة نسبت لامير المؤمنين وسيد الموحدين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام... "انثروا القمح على رؤوس الجبال لكي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين"!...
ليس لدي أدنى شك في أن تنسب هذه المقولة إلى الامام الحق .علي بن ابي طالب عليه السلام. لان من يعرف ويطلع على تفاصيل حياة الإمام علي عليه السلام عليكم يجد ان شغله الشاغل هو رفع المستوى المعيشي لعموم المسلمين وغير المسلمين في هذه البقعة . ويبدو أن الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام قد احس بمعاناة المعوزين والمستضعفين والفقراء لذلك كان يمتلك برنامج اقتصادي متكامل مبني على أسس علمية واضحة المستوى المعيشي من شأنه أن يوفر لعموم الأفراد العيش حياة كريمة، فعندما توجد الإمكانيات والاحتياجات اللازمة لراحة الإنسان بكثرة يعني ذلك أن مستوى معيشة هؤلاء الأفراد مرتفع أما إن قلت الإمكانيات وأصبحوا غير قادرين على تحقيق ما يتمنونه فذلك يعني انخفاض مستوى المعيشة، ويتضمن مستوى المعيشة الدخل والسلع المادية وتوفر الوظائف وهنا يوفر بيئة مناسبة وصحية من أجل نشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف المحمدي دون صعوبات .وهذا الامام علي بن ابي طالب عليه السلام. كان يرى أنه من أولويات الحاكم هو أن يعمل بكل قوة على توفير الضمانات اللازمة لحياة كريمة لعموم الأفراد وكان يرى أن الدين الإسلامي المحمدي يستهدف بالدرجة الأولى الفرد المسلم إذا يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه... بسم الله الرحمن الرحيم .. : (وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا)
والتى تفسر : لا تنس نصيبك مما أباح الله لك فيها من المآكل والمشارب والملابس والمساكن ، فإن لربك عليك حقًّا ، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقا . وهنا لابد من التذكير أن استهداف الفرد المسلم وتحسين مستوى ظروفه المعيشية والاقتصادية والاجتماعية إنما كان أسمى هدف لامير المؤمنين وسيد الموحدين.ولعل حادثة الرجل العجوز المسيحي خير دليل على اهتمام الامام علي بن ابي طالب عليه السلام في توفير الرعاية الاجتماعية والاقتصادية لكبار السن فقد أمر الامام علي بن ابي طالب عليه السلام بتوفير راتب تقاعدي لهذا الرجل العجوز ومن بيت المال رغم أنه يعتنق المسيحية.وهنا كان الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام اول حاكم يشرع قانون التقاعد الموحد لعموم الأفراد بغض النظر عن الدين أو المعتقد.وبالعودة إلى مقولة الامان علي بن ابي طالب عليه السلام أرى أن الإمام يمتلك برنامج اقتصادي متكامل له اهداف واضحة وقابلة للتطبيق على أرض الواقع وايضا له مخرجات تصب في خدمة تحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي وبناء أسرة مسلمة وكان هو الهدف الأسمى لامير المؤمنين وسيد الموحدين .ولعل عامل الوقت هو الذي يفكر به الامام علي عليه السلام والمتتبع لسنوات حكم الامام علي بن ابي طالب عليه السلام يجد ان تلك السنوات الأربع قد حشرت جيوش الناكثين والقاسطين والمارقين .واجتمع كل قوى الكفر والشرك والظلم والظلام لمحاربة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ومشروعه الإنساني والأخلاقي والاجتماعي .الذى يعاني الامام علي بن ابي طالب عليه من عامل الوقت والأزمات التى رافقت سنوات حكمه .أن حرص الامام علي بن ابي طالب عليه السلام على تحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي وتوفير كل متطلبات الحياة الحرة الكريمة لعموم الأفراد داخل حكمه إنما كان يريد تحقيق اخد الأهداف الرائعة وهو أن لايكون المسلم بضاعة للحكام الطغاة وفهولاء الحكام يحاولون افقار المسلم وسلبه كل حقوقه وجعله فقيرا معوزا. حتى يضطر إلى بيع دينه وأخلاقه للحكام أعداء الإسلام .وحتى يتحول إلى أداة لمحاربة الاسلام المحمدي وحتى يتم حرف الاسلام عن مساره الصحيح الذي وضحه الله سبحانه وتعالى