تشهد أسعار المنتجات ارتفاعاً عالمياً في الآونة الأخيرة متأثرة بعوامل عدة، أبرزها أزمة الطاقة في أوروبا والتغيرات المناخية، فضلاً عن أزمة الشحن، الأمر الذي زاد من نسبة التضخم عالمياً وأثر على مختلف الدول ومنها المنطقة العربية.
وكان صندوق النقد الدولي قد حذر في وقت سابق من ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية خلال الفترة المقبلة، خصوصاً مع ظهور بعض مؤشرات تؤكد ارتفاع معدلات التضخم.
ومن المتوقع أن يواجه المستهلكون على مستوى العالم موجة جديدة من ارتفاعات الأسعار مثلما حدث خلال العام الماضي، حين ارتفعت الأسعار في النهاية مرة أخرى.
من جانبه، قال رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، إن المناخ هو العامل الرئيس في ارتفاع الأسعار بسبب حدوث فيضانات وجفاف وحرائق في مناطق عدة من العالم، وهو ما أدى لقلة المعروض من المنتجات، مضيفا أن انحسار فيروس كورونا زاد من الطلب على البضائع، والقاعدة الرأسمالية تقول إن زيادة الطلب وقلة العرض تؤدي لارتفاع الأسعار.
وأضاف أستاذ الاقتصاد والاستثمار والتمويل الدولي أن هناك عنصراً آخر ساهم في زيادة الأسعار وهو ارتفاع أسعار النفط التي أدت لزيادة تكلفة النقل، وبالتالي الأسعار ارتفعت وسترتفع الفترة القادمة بشكل كبير خاصة مع تأثر الإمدادات الروسية من الطاقة لأوروبا بالنقصان لأن هناك فارقاً كبيراً جداً في الأسعار ما بين العقود الآجلة على المدى الطويل والعقود الفورية، فالروس يهمهم وجود عجز نسبي في الفوري حتى يبيع بسعر أعلى ويحقق مكاسب أكثر والروس هم أشهر مورد للغاز لأوروبا، وكلها عوامل أثرت كثيراً وجعلت الأسعار ترتفع، ولن تنخفض قبل منتصف العام المقبل.
وبين أن "تأثير ارتفاع الأسعار على مصر والمنطقة العربية والعالم هو مزيد من ارتفاعات الأسعار، ومزيد من التضخم مما يدفع البنوك لرفع أسعار الفائدة وهذا يجعل تكلفة التمويل أكبر ويؤثر على الاستثمار، ويؤثر على تكلفة التمويل سواء بالمشروعات أو تكلفة الاستيراد وبالتالي سيؤدي لارتفاع الأسعار والتضخم".
وأوضح أن :"المؤشرات تقول إن الأسعار ستنخفض منتصف العام المقبل بسبب زيادة المعروض من النفط والغاز، لأنه ستكون هناك ضخ استثمارات أكثر، سيزيد ضخ النفط والغاز، مما يخفض الأسعار ويقلل تكلفة التمويل، وتكاليف المنتجات".
وأضاف أن الاهتمام العالمي بالمناخ في الفترة المقبلة، وما يمكن أن تسفر عنه قمة غلاكسو من قرارات سيسهم في تحسن المناخ نسبيا وبالتالي لن تكون هناك أزمات كبيرة ولن تكون هناك أشياء مثل الجفاف والحرائق والفيضانات، وهو ما سيزيد من المنتجات المختلفة.
ونصح عبده الحكومات بوضع خطط ورؤى ونوع من الترشيد وعدم الانسياق وراء دوامات القروض، والاهتمام أكثر بالزراعة وسلاسل التوريد، وفي نفس الوقت على المواطنين ترشيد استهلاكهم نسبياً.
https://telegram.me/buratha