حازم أحمد فضالة ||
* هل الدولة التي ديونها الخارجية (134) مليار دولار وكل مواطن فيها مُدان (900) دولار تُعَدُّ ذات تجربة ناجحة؟
أصدرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية بتاريخ: 31-آب-2021 تقريرًا بعنوان (الدين الخارجي 2020)
وقالت في التقرير: (إنَّ وتيرة الزيادة السنوية في الاقتراض الخارجي ارتفعت بالتزامن مع اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولي، حيث زاد الدين بأكثر من الضعف في المدة 2017-2020، وإجمالا ارتفع بما يقرب من أربعة أضعاف مستواه في عام 2010، وبلغت نسبته حوالي (35%) من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2020، وذلك في مقابل (15%) في 2010، وزاد نصيب الفرد من الديون أكثر من الضعف؛ ليصل إلى زهاء (900) دولار للفرد! مقابل (400) في نهاية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين)
المصرف المركزي المصري أعلن ارتفاع الدين الخارجي لمصر في الربع الأول من هذا العام (2021)، ليبلغ (134.8)! مليار دولار بنهاية آذار 2021، بالموازنة مع (129.1) مليار دولار في كانون الأول 2020، أي: بزيادة بلغت (5.64) مليار دولار، وبنسبة (4.37%).
يدرج موقعُ ويكيبيديا -وهو ليس مصدرًا معتمدًا لكنها أرقام تقريبية- جدولًا في ترتيب الدول على وفق حجم الديون الخارجية، نذكر منه الآتي:
١- العراق في التسلسل (58)، وحجم ديونه (68) مليار دولار تقريبًا، وهذه الديون حتى عام (2016) أما الآن فحجم ديون العراق أقل من ثلثَي هذا الرقم.
٢- مصر في التسلسل (59) أي تأتي بعد العراق، وحجم ديونها (129) مليار دولار تقريبًا، هذه الديون عام (2020)، وقد تضاعفت عام (2021) كما ذكرنا، علمًا أنّ مصر لم تدخل حربًا في أرضها منذ أكثر من نصف قرن!
٣- إيران في التسلسل (119)، وحجم ديونها (7) مليار دولار في عام (2016)، وهي الآن أفضل حالًا، مع أنها محاصَرة منذ نصف قرن تقريبًا! وهي دولة عدد سكانها أكثر من ثمانين مليون نسمة، لكنها دولة التجارة والزراعة والطب والصناعة والنانوتكنولوجي… إلخ.
٤- سورية في التسلسل (127)، وحجم ديونها (5.9) مليار دولار، هذه الديون في عام (2016)، أي: بعد مرور خمس سنين على الحرب الكونية ضدها!
التجارب المحترمة للدول تعرفها من حجم ديونها، قياسًا إلى مواردها وعدد سكانها، والظروف التي تمر بها، وكلما كان سقف الديون الخارجية منخفضًا كان مؤشرًا إلى نجاح الدولة في الإدارة، ودلالة على وعي الشعب، وقوة الصناعة الوطنية، والتحرر من طُغاة البنك الدولي، ولا أدري ما معنى أن نستفيد من التجربة المصرية…
لا تُقاس التجارب الناجحة (بالهِشِّك بِشِّك)!