الصفحة الاقتصادية

ازمة الطاقة والاعمار مقابل النفط والغاز

1407 2022-02-20

 

عدنان جواد ||

 

يشهد العالم حالياً توتراً على الحدود الروسية والاوكرانية، وقد صرح الكثير من خبراء النفط والطاقة، بان سعر النفط سيتجاوز 100$ للبرميل الواحد، فالغرب يريد ضم اوكرانيا المليئة بالطاقة والغاز لحلف الناتو، والتي تشكل خاصرة رخوة في جسم الدب الروسي، الامر الذي اغضب بوتين وهو يمثل الزعيم الوريث للاتحاد السوفيتي الذي تم تفكيكه، وجعله دول متفرقة، بالأموال الامريكية والاعلام الموجه، البعض منها ذهبت باتجاه الغرب للحصول على الديمقراطية البراقة ، والاخرى الاسلامية  باتجاه تركيا حليفة واشنطن والعضو في حلف الناتو، فما كان منه اما الاستسلام او المقاومة وفرض قوته لان العالم اليوم البقاء  فيه فقط للأقوياء، فبتقسيمها تم اسقاط الانظمة الموالية لها كالنظام في ليبيا والعراق وارادوا اسقاط النظام في سوريا لكنه استطاع وبمساعدة ايران افشاله، واليوم يحاولون ان يضربوه في عقر داره أوكرانيا، وما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا، لذلك حشد الحشود العسكرية على حدود اوكرانيا من اجل اجتياحها، فما يهم الدول في العالم هو الطاقة، وما شعارات حقوق الانسان والحرية والديمقراطية وحرية التعبير إلا بضاعة اثبتت فشلها ، واكتشفت اغلب الشعوب التي وقعت تحت الهيمنة الامريكية والغربية انها مجرد دعايات اعلانية، بل انها افقرت تلك الدول وحطمت اقتصادها وسيدت عليها اللصوص وقطاع الطرق.

ما يهمنا في هذا المجال هو اقتصاد العراق المعتمد على بيع النفط، وعدم وجود بنى تحتية ولا جسور ولا طرق ولا مدارس ولا مستشفيات تكفي لاستيعاب المحتاجين لها، هو ان اوربا تعاني من ازمة الطاقة وهي لا تستطيع الاستغناء عن الغاز الذي يأتيها من اوكرانيا، وانها تعول على الغاز القطري والنفط السعودي في سد النقص في الامدادات، والطلب على الطاقة من دول جنوب شرق اسيا الصناعية، التي سوف تعاني كثيرا عندما يرتفع سعر الغاز والنفط، الذي يساهم في ايقاف مصانع انتاج الطائرات والسيارات والسلع الاستهلاكية، لان كلفة المواد الاولية تجعل ارباحها قليلة ، هذه الامور سوف تجعل تلك الدول تتجه للشرق الاوسط وخاصة العراق لما تمتلكه من خزين نفطي وغازي.

لذلك على الحكومة العراقية القادمة، التفكير بعقلية اقتصادية ووطنية، بعيدا عن التأثيرات الخارجية وهيمنة واشنطن، والاجتهادات السياسية الخاطئة التي تفرض ارادتها على القرار العراقي، فتعطل مشاريع كبيرة، وتجبر الحكومة التعاقد مع دول فاقدة للشيء فكيف تعطيه للأخرين كمصر والاردن وغيرها، وانما التعاقد مع شركات عالمية من دول محترمة لا تخضع للإرادة الامريكية، فنحن جربنا الامريكان منذ 2003 ولحد الان ونحن نسير من سيء الى اسوى، والتعاقد يكون من اجل الاعمار والبناء، وتطوير البنى التحتية من طرق وجسور ومدارس ومستشفيات، بعيدا عن تدخل الاحزاب السياسية وفرض الكومشنات، مقابل النفط والغاز وهي فرصة لا تتكرر مرة اخرى، واستثمار خبرة تلك الشركات بزج العمال والمهندسين العراقيين في العمل معهم للاستفادة من امكانياتهم العلمية والتكنلوجية، واشراكهم بتطوير الجانب الصناعي والزراعي، والاستفادة من تقدمهم العلمي في مجال التعليم والصحة وغيرها، ولكن ربما يتم رفع العقوبات عن الجمهورية الاسلامية الايرانية في الايام القادمة، وهي تستطيع ان تصدر كميات كبيرة من النفط لكي تعوض الحصار المفروض عليها، لان المفاوضات تسير نحو الانفراج وواشنطن تريد تحييد ايران في النزاع مع روسيا، وتعوض نقص الطاقة من اوكرانيا وروسيا، لذلك يتطلب الاسراع في التعاقد والاتفاق مع الجانب الايراني ، في الاستفادة من خبراتها في كافة المجالات ، وبشان تصدير النفط والكميات التي تبقي سعر النفط متوازناً ويخدم الدول المنتجة للنفط وخاصة العراق وايران.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك