الصفحة الاقتصادية

مكانة الزراعة بين التنوع الاقتصادي


محمد صالح حاتم ||

 

في ظل التنوع الاقتصادي الذي تسعى الدول لتحقيقة تبقى الزراعة في اعلى قمة الاقتصاديات حتى وإن لم تحقق ارباح عالية.

فالزراعة مرتبطة ارتباطا وثيقاً بالأمن الغذائي، والأمن القومي، والسيادة والاستقلال، فبعد انتهى الحروب والاحتلال العسكري للبلدان الفقيرة العربية والاسلامية على وجه الخصوص ودول القارة الافريقية من قبل الدول الاوربية بريطانيا وفرنسا وايطاليا والبرتغال وغيرها من دول الاستكبار العالمي قبل أن تتسيد العالم الولايات المتحدة الامريكية والذي كان سائدا في القرون السابقة حتى منتصف خمسينيات القرن الماضي، فقد ظهر بعد هذا التاريخ الاستعمار الغذائي ، وحرب الغذاء ، وحرب البذور، وهي اخطر واشد فتكا ًمن الاسلحة العسكرية.

ومن هذا المنطلق فقد سعت دول الاستكبار العالمي السيطرة على لقمة العيش البشر، بحيث تتحكم في العالم، وهو ماتحقق لها فعلا ً،من خلال تحكمها في المواد الغذائية الاساسية القمح والحبوب واللحوم، وغيرها، وهو ماجعل دول تمتلك مقومات زراعية كبيرة ان تستورد احتياجاتها الاستهلاكية الاساسية من امريكا واستراليا، وفرنسا وهولندا وروسيا واوكرانيا، وغيرها من البلدان.

ومع التطور التكنولوجي والتنوع الاقتصادي سواء النفط والغاز والتعدين،  او صناعة التكنولوجيا، والصناعات الذكية التي تمتلكها الدول المتقدمة، الا انه لايمكن الاستغنا عن الزراعة، فأمريكا وهي اكبر واقوى اقتصاد في العالم، لم تستغني عن الزراعة بل انها تصدر بمئات المليارات من الدولارات منتجات زراعية، وكذلك روسيا، وفرنسا، وبريطانيا، وهولنداء.

بل إن هذه الدول المتقدمة والمتطورة لم تنهض صناعيا واقتصاديا إلا عبر الزراعة واستغلالها الاستغلال الامثل.

فالصين لم تنهض اقتصاديا بالشكل الصحيح الا من خلال الثورة الزراعية الخضراء والتي لازالت مستمرة حتى الآن، رغم التقدم الصناعي الذي احدثته الثورة الصينية إلا انها لم تستغني عن الزراعة، بل استغلة التقدم الصناعي العلمي للتحول الى الصناعة الزراعية، والزراعة الصناعية وهي تطبيق اساليب علمية تكنولوجية، واقتصادية وسياسية، حيث تتضمن تطبيق ابتكارات جديدة في مجالات المعدات والأساليب الزراعية والهندسة الوراثية، وتقنيات الوصول إلى وفرة في الإنتاج.

فالزراعة إلى جانب توفير المواد الغذائية الاساسية القمح والحبوب واللحوم والزيوت ، فإنها تدخل في الكثير من الصناعات فهي توفر مواد الخام للكثير من الصناعات التحويلية والغذائية، وهي كثيرة مثل صناعة الزيوت النباتية، والجلود، والمنتجات الحيوانية (البان، جبن، زبدة، حليب)وغيرها، إلى صناعة الملابس عن طريق القطن، الى صناعة المطاط، والاوراق، والصناعات التحويلية والغذائية.

فمهما تنوع الاقتصاد فستبقى الزراعة هي عموده الفقري وهي اساس التقدم وضمان للبقاء بين مصافي دول العالم المتقدمة والمتطورة.

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك