حازم أحمد فضالة ||
سبقَ أن نشرنا دراستنا من ثلاثة أجزاء، عن العالم الجديد ما بعد حرب أوكرانيا، وكان الجزء الثاني منها بعنوان:
(العالم الجديد ما بعد حرب الغرب على روسيا في المسرح الأوكراني (ج2-ب)
(الاقتصاد الافتراضي في مواجهة اقتصاد الأصول الثابتة)، بتاريخ: 23-تشرين الأول-2022.
كنا قد ذكرنا فيها في فقرة: (العقوبات الأميركية - الأوروبية على روسيا زلزال أوروبي)
وكتبنا في النقطة (5) من هذه الفقرة المذكورة آنفًا الآتي:
(5- إنَّ زيادة (سعر الفائدة في أوروبا يُعَطل عملية الاستثمار لأنَّ الاستثمار يعتمد على الاستدانة بنسبة تصل (90%)، وعندما ترتفع نسبة فائدة المديونية؛ يفقد الاستثمار جدوته، وفرص العمل تتراجع، ولن تكون (زيادة الأجور) حلًا، لأنَّ الزيادة تُضخِّم الكتلة النقدية؛ وهذا يُخَفِّض قيمة العملة، ويرفع الأسعار. أما عدم زيادة الأجور، فيعني تأسيس عملية (إفقار المجتمع)، وهذا يعني الاحتجاحات والثورات الشعبية، والقمع الحكومي، وهذه أزمة أوروبية ستكون معقدة متعاظمة دائمة!)
من أجل ذلك، نذكر اليوم عملية تصاعد متسارع يطبقها الغرب في (رفع سعر الفائدة) في المصارف الأساس، وهذه العملية تضرب الاستثمار في الصميم، لأنها ترفع سعر الفائدة رفعًا لا يتناسب مع الحفاظ على الجدوى الاقتصادية للمشاريع، ويضرب الدورة الاقتصادية، وعامل القدرة التنافسية؛ إذ بدأ الغرب رفع سعر الفائدة، وعلى وفق الآتي:
1- مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) يرفع أسعار الفائدة بمعدل (50) نقطة أساس، إلى ما بين: (4.25 - 4.5%) للمرة الرابعة، في محاولة منه للسيطرة على التضخم المستمر.
2- مصرِف إنجلترا، يرفع أسعار الفائدة بمعدل (50) نقطة أساس، إلى (3.5%)، وهو أعلى مستوى لها منذ (2008)، في محاولة منه للسيطرة على التضخم.
3- المصرِف المركزي الأوروبي، يرفع أسعار الفائدة بمعدل نصف نقطة مئوية، إلى (2%)، وهي الزيادة الرابعة، في محاولة منه للسيطرة على التضخم، مع توقعات زيادة جديدة.
انتهى
المصدر: CNBC، رويترز. بتصرف.
· تقويم:
1- ما زالت روسيا تتمتع بمركزية (فوق الفائز)، في هذه المرحلة، وكذلك إيران والصين، أما الغرب فهو يتدهور.
2- أميركا ربما آخر قلاع الغرب وحصونه التي تسقط، لأنها بدأت استغلال الغرب لتبقى! وهي تبقى مدة أطول، لكنها تأفل في نهاية الطريق.
3- أميركا تطبق على (تايوان) مشروعها في (أوكرانيا)؛ إذ ستهاجر المصانع العملاقة والشركات الكبرى في تايوان، إلى أميركا، وتعود تايوان إلى الصين.
4- سترتفع نسب التظاهرات في أوروبا، وتتفكك المجتمعات تفككًا متسارعًا، وتتشدد الحكومات مع شعوبها، وتقمعها، وتحاول الحكومات الغربية (أوروبا) التوجه نحو غرب آسيا لاستنزافها بصفقات غير عادلة. (راجعوا القانون الأميركي: قانون خفض التضخم) الذي بدأت أوروبا تستغيث منه!
5- دول مثل: اليابان، كوريا الجنوبية، نيوزلندا؛ مؤلة أن تسحقها هذه المرحلة الجديدة، لأنَّ أميركا طامعة بالتقنية اليابانية، ومصانعها وشركاتها، واليابان تابعة لأميركا، وكذلك كوريا الجنوبية، لكن الوضع الجيوسياسي لهذه الدول لا يسمح لها أن تُعمِّر بالاستقرار أكثر من أوروبا، والآن بدأ التحشيد العسكري وخطاب العداوة بين: كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، اليابان والصين.
· التوصيات للدولة العراقية:
1- نؤكد توصياتنا بخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي العراقي (المتبادل)، في: أميركا، أوروبا، كندا، أستراليا، اليابان، كوريا الجنوبية.
ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي العراقي (المتبادل)، في: دول منظمة شنغهاي، دول بريكس، أفريقيا (دون مصر)، والتركيز على الجزائر، سورية، لبنان، فلسطين، اليمن، القارة اللاتينية.
2- بدأ عامل (الجدوى الاقتصادية) يفقد قيمته مع الشركات الغربية، بسبب ارتفاع أسعار الطاقة لديهم؛ لذلك يجب عدم تبذير أموال الشعب العراقي في تعاقدات غير ذات جدوى؛ فالحركة الاقتصادية القويمة هي تشجيع الشركات الغربية، أن تنقل أصولها إلى أرض العراق، وهذا يتطلب قانون استثمار رصين، وتهيئة بيئة آمنة؛ (إن شئتم التعاقد والاتفاق مع الغرب).
3- بناء الاقتصاد العراقي مع دول منظمة شنغهاي، ودول بريكس، ودخول العراق في (شبكة أنابيب الطاقة) مع روسيا وإيران، للحفاظ على ضمان أسعار مستقرة لمصادر الطاقة.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha