اختلفت تقديرات خبراء الاقتصاد لأوضاع أسعار النفط التي تجاوزت حاجز 130 دولاراً، وبلغت في بعض الأحيان سقف 135 دولاراً، وذلك حيال الرد على سؤال بالغ الدلالة، يتعلق بدراسة ما إذا كانت الأسعار عند مستوياتها الحالية تمثل فقاعة.ويحمل الرد على هذا السؤال ضمنياً توقعات حيال المسار الذي ستسلكه الأسعار مستقبلاً، فوضع الفقاعة يلزم بالتالي حصول انفجار قريب يصحح ارتفاعاتها القياسية، أما اعتماد الأسعار على وقائع فنية قائمة على العرض والطلب فسيحافظ على مستوياته وقد يدفعها إلى المزيد من الصعود.
وتشير اتجاهات الأسواق إلى أن الصناديق الاستثمارية تقوم بضخ أموال طائلة لشراء النفط وكأن "آبار السعودية ستجف غداً" على حد تعبير أحد الخبراء.ويعتبر ستيفن لييد، وهو مدير الاستثمارات النفطية في إحدى هذه الصناديق أن الأسعار الحالية ليست "فقاعة" بالمعنى الاقتصادي، أي أن العرض لا يفوق الطلب بشكل كبير.وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الطلب على الطاقة يزداد بسرعة في الدول النامية، مثل الصين والهند، في حين بدأ المعروض بالتراجع، لافتاً في هذا الصدد إلى عجز روسيا والسعودية عن زيادة إنتاجهما من النفط.بالمقابل، رد بيتر بوتيل، محلل شؤون النفط لدى مؤسسة "كامرون هانوفر" الاستشارية بالدعوة إلى "قلب الأمور" على الفور، واصفاً ما يحدث على صعيد الأسعار بأنه "جنون."وأضاف مستخدماً صيغة حازمة "في نهاية المطاف سنرى انهياراً كبيراً في الأسعار."ولم يحدد بوتيل الموعد المرتقب لحدوث هذا الانهيار، غير أنه توقع حصول ذلك خلال "أسابيع أو أشهر" وليس سنوات، كما رفض تحديد العامل الذي قد يتسبب بانفجار فقاعة الأسعار، مرجحاً أن يكون ذلك بتأثير قيام المصرف الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة مستقبلاً أو حدوث تراجع عالمي في الاستهلاك بسبب الأسعار.من جهته، قال نيل دينغمان، كبير خبراء الطاقة لدى "دهلمان روز" الاستثمارية في نيويورك، إن رؤية الأسعار وهي تتجه تحو الأعلى بهذه السرعة تؤشر إلى وجود دعم من لاعبين ماليين، معتبراً أن اتجاه الأسعار صعوداً أمر صحيح على مستوى التحليل الفني، لكن السرعة التي تسير بها الأسعار غير منطقية.وتوقع دينغمان أن تعود الأسعار خلال الأعوام الخمس المقبلة إلى مستويات 70 إلى 80 دولاراً، مع ازدياد الإمدادات تدريجياً لدى الدول المنتجة من منظمة "أوبك" وخارجها.يشار إلى أن أسعار النفط النفط سجلت في الأسواق الأوروبية قرابة 132.19 دولاراً، بزيادة 1.38 دولاراً على أسعار الاثنين.
https://telegram.me/buratha