الصفحة الاقتصادية

الذهب والقمح مكان الدولار والدينار..!


نصير مزهر الحميداوي ||

 

الأحاديث الشريفة التي رواها لنا أهل البيت عليهم السلام، تدل على أنه يوجد خوف عالمي شامل وهلع كبير من القتل وجوع شديد قبيل ظهور الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف، وخسائر فادحة جداً في الأرواح والأنفس، وبشكل أساسي في غير المسلمين، أما في بلدان الشرق الادنى سيكون الجوع والازمة الاقتصادية والمالية هما السبب الرئيسي في الانهيار.

عن أمير المؤمنين 'عليه السلام' قال: "بين يدي القائم موت أحمر و موت أبيض، وجراد في حينه وجراد في غير حينه كألوان الدم،

فأما الموت الأحمر فالسيف، وأما الموت الأبيض فالطاعون 1

وتدل عبارة (بين يدي القائم) على أن هذه الحرب والموت الأحمر تكون قريبة جداً جداً من ظهور الإمام المهدي عليه السلام، ولا يُعَيِّن الحديث مكان وقوعها ولكن بين زمانها مع اقتراب الظهور.

وعن الإمام الباقر 'عليه السلام' قال: "لا يقوم القائم إلا على خوف شديد وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك، ثم سيف قاطع بين العرب، واختلاف بين الناس، وتشتت في دينهم، وتغير في حالهم، حتى يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء من عِظَم ما يرى من تكالب الناس وأكلهم بعضهم بعضاً، 2

عن أبي عبد الله 'عليه السلام' قال: قدام القائم موتان: موت أحمر وموت أبيض، حتى يذهب من كل سبعة خمسة، الموت الأحمر السيف، والموت الأبيض الطاعون،3

 وعن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (الإمام الصادق 'عليه السلام') يقول: (لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس، فقلنا: إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى؟ قال: أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي)4

عن الإمام الباقرعليه السلام، يا أبا حمزة، لا يقوم القائم (عليه السلام) إلا على خوفٍ شديدٍ وزلازلَ وفتنةٍ وبلاءٍ يصيب الناس وطاعونٍ قبل ذلك ، وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد بين الناس ، وتشتت في دينهم وتغير من حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء من عظم ما يرى من كلب الناس ، وأكل بعضهم بعضا ، وخروجه إذا خرج عن الإياس والقنوط . فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره ، والويل كل الويل لمن خالفه وخالف أمره وكان من أعدائه.5

عن جابر بن عبد الله قال: يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم قلنا من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذاك ثم قال: يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مد قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم.6

العجم كل من لا يتكلم اللغة العربية

سنة الجوع تكون قبل قيام القائم عجل الله فرجه وهي غير محددة بنظام الخرز، ممكن قبل تكون قريبة او ممكن تكون بعد هرج الروم من أسباب سنة الجوع التي ستؤدي الى التضخم العالمي المفرط، لن تمتلك الدول عملات لإجراء المعاملات الدولية، سيتحول الدولار واليورو والعملات التجارية الأخرى إلى أوراق ملونة عديمة الفائدة، ستتوقف التجارة الدولية حتى عدة أشهر، ستصبح دول بأكملها بدون بنزين، بدون أسمدة، وبدون غذاء،

انقطاع ليس في التجارة فحسب، وإنما كذلك في سلاسل الإنتاج، ستكون تلك فترة من الفوضى العالمية، ستؤثر تلك الفوضى على الجميع بما في ذلك حتى دول الخليج الغني، ستكون رفوف المتاجر فارغة، هذا هو الوقت الذي سيبدأ فيه العالم مجاعة واسعة النطاق.

قبل الحرب العالمية الثانية، أجبر الأميركيون على بيع كل ما يمتلكونه من ذهب للاحتياطي الفدرالي الأميركي قبل مطلع شهر أيار/مايو سنة 1933 مقابل 20.67 للأونصة (أونصة تروي)، وفي أثناء ذلك واجه كل من خالف هذا القرار، واحتفظ بالذهب، عقوبة قاسية تتراوح بين 5 و10 سنوات سجن وغرامة مالية قدرت بحوالي 10 آلاف دولار، واستثنى قرار الرئيس الأميركي أطباء الأسنان والذين سمح لهم بالاحتفاظ بكميات ضئيلة من الذهب، وبسبب ما أمر به الرئيس فرانكلن روزفلت، اصطف الأميركيون في طوابير طويلة لتسليم الذهب واستلام الأموال، وبفضل هذا القرار، تمكنت الحكومة الأميركية من زيادة العجز الفدرالي عن طريق إصدار السندات وتمويل المزيد المشاريع

كانت أهم الإجراءات إلغاء ربط الدولار بالذهب وسُميت بـ"صدمة نيكسون" (Nixon shock)، وكان من نتائجها إنهاء أسعار الصرف الثابتة للدولار، وتعويمه طبقًا للعرض والطلب، فتهاوت قيمته بسرعة مقابل الذهب، ولم يتعافَ إلا عندما أبرمت الولايات المتحدة في نفس العام صفقة مع السعودية لتوحيد جميع معاملات النفط بالدولار، وأصبح النفط بديلا عن الذهب بالنسبة للدولار باعتباره سلعة استراتيجية.

فرضت العملات المشفرة نفسها بقوة على الاقتصاد العالمي حاليا، خاصة مع ازدياد انتشارها وتداولها في مختلف أنحاء العالم، بما فيها عالمنا العربي، حيث بلغ حجم المعاملات عبر منصات تداول العملات الرقمية نحو2.5 تريليون دولار في سبتمبر/أيلول الماضي، وهو في ارتفاع مستمر، وفي الحقيقة إن هذا النوع من العملات أصبح أمرا واقعا لا يمكن إغفاله أو تجاهله، خاصة أنها باتت تستحوذ على جزء كبير من اهتمام المستثمرين، وتحديدا في عالمنا العربي، إذ يتم تداول العملات الرقمية في السعودية والإمارات والكويت ومصر والأردن وباقي الدول العربية على نطاق واسع.

العملة الرقمية، تعرف أيضا بالنقود الرقمية أو النقود الإلكترونية أو العملات الإلكترونية، هي نوع من العملات المتاحة فقط على شكل رقمي، وليس لها وجود مادي (مثل الأوراق النقدية والنقود المعدنية) ولها خصائص مماثلة للعملات المادية، ولكنها تسمح بالمعاملات الفورية ونقل الملكية بلا حدود وتشمل الأمثلة العملات الافتراضية والعملات المعماة، أو حتى«النقد الإلزامي الرقمي» الصادر من البنك المركزي، وعلى غرار الأموال التقليدية، يمكن أن تستخدم هذه العملات لشراء السلع والخدمات، ولكن يمكن أيضا أن تقتصر على مجتمعات معينة مثل للاستخدام داخل لعبة على الإنترنت أو شبكة اجتماعية، العملة الرقمية هي رصيد مالي مسجل إلكترونيا على بطاقة ذات قيمة مخزنة أو جهاز آخر، وهناك شكل آخر من أشكال الأموال الإلكترونية هو أموال الشبكة، تسمح بنقل القيمة على شبكات الحاسوب، ولا سيما شبكة الإنترنت، والمال الإلكتروني هو أيضا مطالبة على مصرف خاص أو مؤسسة مالية أخرى مثل الودائع المصرفية، ويمكن أن تكون الأموال الرقمية مركزية، حيث توجد نقطة مركزية للعرض النقدي، أو لامركزية، حيث يمكن التحكم في العرض النقدي من مصادر مختلفة.

 خلال العقوبات الغربية على روسيا وإيران والصين اتجهت هذه الدول إلى تعاون للالتفاف على العقوبات الامريكية، فقامت بإنشاء تبادل تجاري من خلال العملات الرقمية، فأعلن مساعد وزير الصناعة والتعدين والتجارة الإيراني، علي رضا بيمان باك، عن التفاوض مع حوالي خمس دول، بما في ذلك الصين وروسيا، للتداول بالعملات الرقمية، والغرض من هذا الإجراء هو تجاوز العقوبات الغربية، وقال بيمان باك في مقابلة مع صحيفة "شرق" أعلنا عن استعدادنا للتداول بالعملات المشفرة مع ما يقرب من أربع أو خمس دول مختلفة، إحداها الصين والأخرى روسيا، وأكد أن المفاوضات الرئيسية كانت من أجل تجارة السلع الاستهلاكية، بما في ذلك الملابس والأحذية، وصناعة المواد الغذائية، بالعملات الرقمية.

بعد الحرب العالمية الثالثة سيكون الدولار في منزلة الورقة العادية لاقيمة لها، وسيكون الذهب والقمح هو المصدر الأول لرصيد هذه الدول التي ستكون بمنأى عن الحرب العالمية، وعند نفاذ هذين المصدرين الذهب والقمح، فإن الدول سيكون اقتصادها صفر، وسيقتل الجوع أبنائها، فعلى الدول تخزين الذهب والقمح بكميات كبيرة، حتى يكون لديها قوة اقتصادية، بعد انهيار الدولار والعملة المحلية في الحرب العالمية الثالثة، وسيكون التعامل او التبادل الرقمي بين الشعب هو الحل الأمثل لتفادي انهيار العملة من الدولار والدينار، وعلى الناس استبدال اموالهم بالذهب قدر الإمكان حتى يستطيعوا التغلب عن هذه الأزمة التي ستعصف بهم.

 

1_ الإرشاد للمفيد : 405 ، والغيبة للطوسي : 277

2_ كمال الدين ص 434

3_ كمال الدين: 2/655

4_ البحار ج  52/  ص 133

5_ البحار ج  52 / ص 350

6_ البحار ج  51  / ص 92

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك