أعلنت "أوبك بلس" مؤخراً عن خفض إنتاج النفط بمقدار 1.16 مليون برميل يوميًا، في خطوة لم تكن تتوقعها أسواق النفط، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط، فيما توقع بنك غولدمان ساكس أن يصل سعر البرميل إلى 100 دولار في نيسان/ أبريل 2024، فمن هي الدول التي ستتضرر أكثر جراء ذلك؟
يقول محللون إن كبار مستوردي النفط مثل الهند واليابان وكوريا الجنوبية سيشعرون بأكبر قدر من الألم إذا وصلت الأسعار إلى 100 دولار للبرميل، وفق تقرير لـ "سي أن بي سي".
ويرى بافيل مولتشانوف، العضو المنتدب لبنك الاستثمار الخاص ريموند جيمس، أن ارتفاع أسعار النفط "ضريبة على كل اقتصاد مستورد للنفط".
وقال مولتشانوف: "ليست الولايات المتحدة هي التي ستشعر بأكبر قدر من الألم من نفط الـ100 دولار، بل ستكون الدول التي ليست لديها موارد بترولية محلية مثل اليابان والهند وألمانيا وفرنسا".
من المقرر أن تبدأ التخفيضات الطوعية من قبل الدول في كارتل النفط في أيار/ مايو وتستمر حتى نهاية عام 2023.
وقال مدير مجموعة أوراسيا، هينينغ غلويستين إن المناطق الأكثر تضررًا من خفض المعروض النفطي وما يرتبط به من قفزة في أسعار النفط الخام "هي تلك التي تتمتع بدرجة عالية من الاعتماد على الواردات وحصة عالية من الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة الأولية الخاصة بها".
وأضاف: "هذا يعني أن الأكثر تعرضًا هو صناعات الأسواق الناشئة التي تعتمد على الاستيراد، وخاصة في جنوب وجنوب شرق آسيا، وكذلك الصناعات الثقيلة المعتمدة على الاستيراد الفائق في اليابان وكوريا الجنوبية".
**الهند
الهند هي ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، وكانت تشتري النفط الروسي بخصم كبير منذ فرض العقوبات على روسيا رداً على غزوها لأوكرانيا.
ووفقًا لبيانات حكومية، فقد ارتفعت واردات الهند من النفط الخام بنسبة 8.5٪ في شباط/ فبراير مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقال غلويستين: "على الرغم من أنهم ما زالوا يستفيدون من تخفيض أسعار الغاز الروسي، إلا أنهم يتضررون بالفعل من ارتفاع أسعار الفحم والغاز".. "إذا ارتفع النفط أكثر، فإنه حتى الخام الروسي المخفض سيبدأ بالإضرار بنمو الهند".
**اليابان
النفط هو أهم مصدر للطاقة في اليابان، ويمثل حوالي 40٪ من إجمالي إمدادات الطاقة.
وقالت وكالة الطاقة الدولية: "نظرًا لعدم وجود إنتاج محلي ملحوظ، تعتمد اليابان بشكل كبير على واردات النفط الخام، حيث يأتي ما بين 80٪ إلى 90٪ من منطقة الشرق الأوسط".
**كوريا الجنوبية
وبالمثل فإنه بالنسبة لكوريا الجنوبية يشكل النفط الجزء الأكبر من احتياجاتها من الطاقة، وفقًا لشركة الأبحاث المستقلة "Enerdata".
وأشار مولتشانوف إلى أن "كوريا الجنوبية وإيطاليا تعتمدان أكثر من 75٪ على النفط المستورد".
وفقًا لغلويستين، فإن أوروبا والصين "مكشوفتان بشدة".
ومع ذلك، فإن تعرض الصين كان أقل قليلاً بسبب إنتاج النفط المحلي، بينما تعتمد أوروبا ككل بشكل أساسي على الطاقة النووية والفحم والغاز الطبيعي بدلاً من الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة الأولية.
*التأثير على الاقتصادات الناشئة
قال مولتشانوف إن بعض الأسواق الناشئة التي "لا تملك وفرة بالعملات الأجنبية لدعم واردات الوقود هذه" سوف تتأثر سلبًا بسعر 100 دولار. ووصف الأرجنتين وتركيا وجنوب أفريقيا وباكستان بأنها اقتصادات محتملة ستتضرر.
وقال إن سريلانكا، التي لا تنتج النفط محليًا وتعتمد بنسبة 100٪ على الواردات، هي أيضًا عرضة لضربة أشد.
وقالت أمريتا سين، مؤسسة "إنرجي أسبكتس" إن "البلدان التي لديها أقل العملات الأجنبية والمستوردة هي الأكثر تضررًا لأن النفط يتم تسعيره بالدولار الأمريكي"، مضيفًا أن تكلفة الواردات سترتفع أكثر إذا ارتفعت العملة الأمريكية.
https://telegram.me/buratha