كاظم الطائي ||
الجميع يعلم إن الغرب المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية بعينها تسعى دائما على الهيمنة الاقتصادية والقرار السياسي.. هذا لا يمنع من ظهور بعض تكتلات ترفض هذه الهيمنة والتي لطالما طال انتظارها.. بعد أن أفرزت تلك الدول ومن خلال إرادة بعض القيادات الرافضة لهذه السياسة الغير عادلة.. مما أدى إلى تأسيس مجموعة "بريكس" الاقتصادية.. التي ظهرت في عام 2009 والتي تضم حاليا خمسة من أهم الدول الصناعية الصاعدة.. ك أمل جديد لحماية مصالح دول العالم الثالث+ والوقوف كقوة رادعة في وجه القوى الكبرى.. اذن نحن امام خمس دول عربية بالإضافة إلى جمهورية إيران الإسلامية من بين أولئك الذين يريدون الانضمام إلى البريكس..
طلبت المملكة السعودية العربية والإمارات العربية المتحدة والجزائر ومصر والبحرين وجمهورية إيران الإسلامية رسميا الانضمام إلى مجموعة دول البريكس.. بينما تستعد المجموعة لقمة سنوية في جنوب إفريقيا.
كذلك أعربت 19 دولة عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة البريكس.. المتكونة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا..
و سيتم مناقشة توسيع البريكس وسبل تطويرها..؟ حيث طلبت 13 دولة رسميا الانضمام.. وستة أخرى طلبت بشكل غير رسمي.. هذا ما أكدته بلومبيرغ خلال هذا الأسبوع حيث أشارت إلى إن المجموعة تتلقى طلبات من دول مختلفة وذلك من أجل الانضمام إلى المجموعة.. وستعقد بريكس قمتها السنوية في كيب تاون -
Cape Town
في الأسبوع الأول من شهر يونيو.. وأكد وزراء خارجية الدول الخمس الأعضاء أنهم سيشاركون..
في وقت سابق من هذا الشهر كشفت بلومبيرغ أنه من المتوقع أن تتجاوز مجموعة البريكس دول مجموعة السبع التي تقودها الولايات المتحدة في النمو الاقتصادي المتوقع..؟
هذا ما أشار له بعض المحللين المختصين بهذا الشأن.. ساهمت كل من دول مجموعة السبع والبريكس بالتساوي في النمو الاقتصادي العالمي في عام 2020 لكن النمو في مجموعة السبع تباطأ ب شكل الملحوظ..
وبحلول عام 2028 من المتوقع أن تمثل مجموعة السبع 27.8 في المائة فقط من الاقتصاد العالمي.. في حين أن بريكس ستمثل 35 في المائة.
جاءت التقديرات بعد أسابيع قليلة فقط من كشف نائب رئيس مجلس الدوما الروسي ألكسندر باباكوف.. أن بريكس تعمل على تطوير
"عملة جديدة" سيتم تقديمها في القمة المقبلة للمنظمة.
تمثل البلدان الأعضاء في البريكس أكثر من 40 في المائة من سكان العالم وحوالي ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
يوجد اهتمام دول جنوب إفريقيا أيضا على هذا النحو حيث تسعى بالانضمام إلى البريكس في وقت تبتعد فيه المزيد والمزيد من الحكومات عن الدولار الأمريكي.. أصبح الدولار غير موثوق به- بسبب ارتفاع أسعار الفائدة التي ينظمها الاحتياطي الفيدرالي وعسكرة أمريكا الدولار من خلال العقوبات الاقتصادية التي تفرضها على الدول.
بالإضافة إلى ذلك يواجه الغرب - وخاصة أوروبا - أزمة طاقة متزايدة نتيجة للعقوبات التي تستهدف أسواق الطاقة الروسية بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.. وتخريب الولايات المتحدة لخط أنابيب نورد ستريم.
بالتالي إذا ما تم قبول جميع هذه الدول المرشحة للانضمام إلى مجموعة البريكس.. فسيؤدي ذلك إلى تغيير الديناميكية السياسية والاقتصادية بالكامل ليس فقط في الشرق الأوسط.. وإنما في العالم بأسره. حيث النهاية الحتمية لهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية بعينها.. وبذلك ستحرر دول كثيرة من العقوبات التي فتكت بشعوب وحكومات لا تتماهى مع سياسات الغرب.. والتي تعمل بشكل أو بآخر على إذلال الدول الفقيرة والضعيفة منها.. من هنا نرى بريكس ومن خلال ما أراه فهي تشكل الحلقة الأقوى والمخلص من هذه الهيمنة الغير منطقية.
ومن الله التوفيق
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha