الصفحة الاقتصادية

الجاهلية من الناحية الاقتصادية/ كنز الذهب والفضة/الأخير...

1483 2023-05-26

 

كندي الزهيري ||

 

من مظاهر الجاهلية هو كنز الذهب والفضة، بيد مجموعة من الناس،  واكل أموال الناس بالباطل، إلى درجة يصبح فيها الدرهم و الدينار هو المتحكم الرئيسي في جميع مرافق الحياة.

ويعد هذا المظهر من المظاهر الوجود في الجاهلية الأولى ، و لا سيما عند أصحاب التجارات الواسعة كتجارة قريش، فضلا عن وجوده في الأمم السابقة.

وفد ورد ذم من قبل الله عز وجل،  لهذه الحالة في القرآن الكريم،  حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز((والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم)) سورة التوبة، الآية ٣٤.

وهذا مما يدل على وجود هذه المظهر في الجاهلية،  وما يدل على وجودها أيضا في عصر الجاهلية الأولى،  هو نهي الأئمة  المعصومين( عليهم السلام)  عن ذلك، كون الدينار والدرهم وتحكمهما في حياة الناس، ستتسبب في هلاك هذه الأمة، كما أهلكت الأمم السابقة.

حيث ورد عن إسحاق بن الحارث الامام علي (عليه السلام)  عن رسول الله(صل الله عليه وآله وسلم ) أنه قال: "الدينار والدرهم أهلكتا من كان قبلكم وهما مهلكاكم ". وسائل الشيعة، ج٩،ص٤٤.

ونجد أن تكديس الأموال بيد فئة قليلة من الناس،  واستعباد  الدينار و الدرهم للناس؛  هي من الأمور الشائعة في المجتمع في الوقت الحاضر، وهو ما نراه بشكل واضح في منظومة  العولمة ( ربع غني وثلاث ارباع فقراء )، حيث تكون الثروات بيد مجموعة صغيرة من الناس ، بينما يحرم منها الآخرين ويمنع عنهم ، وليس ذلك فقط إنما تكون السلطة بيد هذه المجموعة الصغيرة التي تختزل المال و القانون الذي يصب في مصالحهم،    وكذلك السلطة  بسبب كنز الذهب والفضة  والثروات  بأيديهم فقط وهذا ما جاء في قول  الله عز وجل في كتابه الحكيم((  كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ )) .  وهنا يأمر الله عز وجل على ضرورة  توزيع الثروات  بشكل عادل ، وعدم تكديسها  بيد  فئة قليلة ، وأن عصيان أوامر الله  في ذلك يؤدي إلى،   أولاً؛  مخالف لقول الله عز وجل،  وثانياً؛  يأتي  بالمعاصي  ،وثالثاً؛ يسبب  الشقاق في صفوف الأمة  مما يؤدي  إلى الهلاك،  ورابعاً؛ يجلب البؤس ويأتي  بالظالمين، مما يؤدي  إلى نهايتهم  ويعجل فيها...

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك