انخفضت البطالة في ألمانيا للمرة الأولى منذ ١٦ سنة إلى ما دون ثلاثة ملايين شخص، بحسب «الوكالة الاتحادية للعمل»، في نورنبيرغ. وأوضح رئيس الوكالة فرانك يورغن فايزه، إن البطالة شملت 2.997 مليون شخص، بعدما انخفضت أكثر من ٨٤ ألفاً. وتراجع معدلها 0.2 في المئة ليستقر على 7.2 في المئة من القوى العاملة في البلاد، منخفضاً واحداً في المئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي.
وبرر فايزه الانخفاض، على رغم الضمور والانكماش الحاليين في اقتصاد البلاد، بأن تداعيات الأوضاع الاقتصادية والمالية لم تنعكس بعد على سوق العمل خلال الشهر الماضي، مضيفاً أن طلب الشركات المستمر على اليد العاملة لا يزال عالياً، ويؤشر إلى استمرار وجود حاجة كبيرة لها.ولاحظ أيضاً أن عدد المشتركين في صندوق الضمان سجل في شهر آب الماضي نحو 27.68 مليون مشترك بزيادة ٥٥٢ ألفاً في سنة واحدة، أكثر من نصفهم يعملون بدوام كامل. ومع ذلك فإن الانخفاض في تشرين الأول الماضي، أقل مما سجله خلال السنوات الثلاث الماضية، ما يؤشر بدوره إلى بدء مرحلة جديدة يتوقعها الخبراء منذ فترة، وتشير إلى أن البطالة ستعود إلى الارتفاع من جديد آخر العام الحالي، أو مطلع العام المقبل.وأعلن الخبير الاقتصادي في «ديكا بنك» اندرياس شيوَر، أن مرحلة محفزات النمو في البلاد انتهت، وكان من المهم بالطبع كسر حاجز الثلاثة ملايين عاطل من العمل، «لكن ذلك سيكون الأمر الكبير الأخير في سوق العمالة في البلاد، لأن الضمور الاقتصادي سيضغط بقوة ابتداء من آخر العام الحالي».وصرحت مصادر حكومية بأن حكومة المستشارة الألمانية أنغيلا مركل وافقت على ما يبدو، على إقرار برنامج دعم واستثمار للاقتصاد الداخلي بقيمة ٢٥ بليون يورو، ويتضمن تسهيلات مالية الى المواطنين لحضهم على مزيد من الاستهلاك.وكانت فئات وأحزاب عدة احتجت على تخصيص ٤٨٠ بليون يورو لدعم القطاع المالي والمصرفي في البلاد، من دون الالتفات إلى القطاعات الأخرى، وطالبت بخفض الضرائب العامة. ورفضت الحكومة ذلك، كما رفضت إقرار برنامج تقليدي لدعم النمو المتعثر في البلاد، معتبرة أنه سيشكل إهداراً للأموال العامة، وان تأثيراته مرحلية فقط وقصيرة الأمد.
https://telegram.me/buratha