قالت تقارير صحفية إن صندوق "جهاز أبوظبي للاستثمار" المملوك من حكومة الإمارة قد يكون أحد ضحايا قضية احتيال مزعومة بلغت قيمتها 50 مليار دولار، ألقي القبض في إثرها على الرئيس السابق لبورصة "ناسداك" بيرنارد مادوف.وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن "جهاز أبوظبي للاستثمار" الذي يعتبر أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم، مع أصول قد تناهز 875 مليار دولار كان قد استثمر مبلغ 400 مليون دولار لدى شركة مادوف.
وفي تقرير مطوّل تناول تاريخ مادوف وتجربته، ذكرت الصحيفة أن شركته الاستثمارية انتقلت من جذب المستثمرين اليهود في بعض المناطق الأمريكية - بفضل علاقات مؤسسها - إلى جذب مستثمرين من حول العالم، خاصة من المنطقة العربية، وعلى رأسهم صندوق أبوظبي.وأضافت أن الصندوق الإماراتي كان قد استثمر مطلع 2005 قرابة 400 مليون دولار في شركة مادوف عن طريق مؤسسة "Fairfield Sentry Fund" التي بلغت استثماراتها في شركة مادوف أكثر من سبعة مليارات دولار، ما يجعلها أكبر ضحاياها.ووفقاً لنيويورك تايمز، فإن "جهاز أبوظبي للاستثمار" كان يمتلك حصة كبيرة من "Fairfield Sentry Fund،" ورغم التخفيضات التي أجراها عبر استهلاك سندات خلال 2005 و2006، فإن حصته ظلت عند مستوى اثنين في المائة.ولم تستبعد الصحيفة أن يكون بين عملاء مادوف أيضاًَ بنك الكويت الوطني ومصرف نيويورك.ولم يصدر عن "جهاز أبوظبي للاستثمار" أي رد على هذه المعلومات، كما لم تتمكن CNN بالعربية من الحصول على تعليق من الجهات المختصة فيه.يذكر أن مجموعة من أكبر المؤسسات المالية العالمية تعكف حالياً على إحصاء خسائرها في قضية مادوف، حيث قال "رويال بانك أوف سكوتلاند - RBS" البريطاني إن خسائره قد تصل إلى 400 مليون جنيه إسترليني، كما رجح مصرف "BNP باريبا" الفرنسي أن تبلغ خسارته قرابة 350 مليون يورو (479 مليون دولار).وقال "بانكو سانتاندرد" الإسباني إن استثماراته المباشرة المكشوفة في شركة مادوف الاستثمارية تصل إلى أكثر من 17 مليون يورو، بينما قدر ثاني أكبر مصارف إسبانياBBVA، خسائره المحتملة بـ300 مليون يورو.وبدورها أعلنت "نمورا" القابضة اليابانية الاثنين عن 27.6 مليار ين (303 مليون دولار) مكشوفة، قائلة إن تأثيرها على رأس مالها سيكون محدوداً.ورجحت تقارير أن يكون مصرف HSBC البريطاني بين أكبر ضحايا عملية النصب، حيث بلغت استثماراته في شركة مادوف المنهارة قرابة مليار دولار.وكانت السلطات الفيدرالية الأمريكية قد اعتقلت الخميس الماضي الرئيس السابق لبورصة "ناسداك" واتهمته بتزوير سندات بعدة ملايين من الدولارات لخطة تشغيل أعمال استشارية استثمارية، ومن ثم جرى إطلاق سراحه بكفالة عشرة ملايين دولار.وقالت وزارة العدل الأمريكية إن مادوف، البالغ من العمر 70 عاماً، يدير عملاً استشارياً منفصلاً عن مؤسسة "بيرنارد إل. مايدوف للاستثمارات المالية"، وهي الشركة التي تتعامل بالوساطة المالية في أسواق الأسهم.ووفقاً لملف القضية، فقد قال اثنان من كبار موظفي شركة الوساطة المالية في التحقيقات إن مايدوف يدير شركة استشارية منفصلة في طابق منفصل من مقر الشركة الاستثمارية، وأنه يحيط أعمال تلك الشركة بالسرية المطلقة.ويواجه مادوف حالياً احتمال الحكم عليه، إذا ما تمت إدانته، بالعقوبة القصوى، المقدرة بالسجن لمدة 20 عاماً، إضافة إلى غرامة مقدارها 5 ملايين دولار.
https://telegram.me/buratha