نفذت شركة "غازبروم" الروسية التهديد الذي لوحت به قبل فترة بقطع إمدادات الغاز الطبيعي عن أوكرانيا، وذلك بسبب الخلاف حول تسديد ديون سابقة من جهة، وتباين وجهات النظر بين الطرفين حول الأسعار الجديدة التي ترغب موسكو بفرضها من جهة أخرى.ونقلت شبكات التلفزة الروسية المحلية أن "غابروم" قامت بوقف ضخ الغاز لأوكرانيا بعدما انتهت صباح الخميس المهلة التي كانت قد حددتها سابقاً لحل النزاع، الأمر الذي قد يهدد بعودة أزمة عام 2006 التي أثرت على وصول الطاقة إلى دول أوروبا الغربية التي تستخدم الغاز الروسي القادم عبر أنابيب تمر بأوكرانيا.
وكانت شركة "غازبروم" الروسية قد أعلنت الأربعاء أنها ستوقف توريد الغاز إلى أوكرانيا صباح الأول من يناير/كانون الثاني الجاري، عندما سينتهي مفعول العقد السابق إن لم يتم توقيع عقد جديد في غضون الساعات القليلة القادمة.أكدت شركة "غازبروم" الروسية أنها ستواصل تنفيذ التزاماتها في مجال تصدير الغاز الى أوروبا الغربية "على الرغم من التهديدات التي يطلقها الجانب الأوكراني بالاستيلاء على الغاز الطبيعي المار بأراضي أوكرانيا."وقد ترتبت بذمة أوكرانيا عن الغاز الذي استوردته من روسيا في سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، حسب تقديرات الجانب الروسي، ديون بلغت 2.4 مليار دولار. وسيصل هذا المبلغ مع حساب إمدادات ديسمبر/كانون الأول إلى 3.2 مليارات دولار. ولم تستلم "غازبروم" من هذه الديون حتى الوقت الحاضر إلا مليار دولار فقط.وكان رئيس الحكومة الروسية، فلاديمير بوتين قد أعلن الأربعاء، في لقاء مع الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف أن "غازبروم" الروسية "تراعي عددا من العوامل ومن ضمنها حالة أوكرانيا الواقفة على حافة عجز عن الوفاء بالالتزامات المالية،" وذلك حيال الأسعار التي تفرضها عليهاوقال بوتين إن غازبروم اقترحت على الأوكرانيين شراء الغاز بسعر 250 دولارا لكل ألف متر مكعب من الغاز، مقابل 179.5 دولارا في عام 2008، إلا أن السلطات الأوكرانية رفضت ذلك.وذكر بوتين ن عقد ترانزيت الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية ساري المفعول حتى عام 2010 ولا يخضع لإدخال أي تغييرات، وفي حال تم إلغاؤه فإن تداعيات ذلك ستكون "صعبة" بالنسبة لأوكرانيا.وقال بوتين: "هذا العقد صالح حتى 31 ديسمبر 2010 ولا يخضع لأي تغييرات،" وفقاً لوكالة نوفوستي الروسية.يذكر أن وفداً من شركة "نفط غاز أوكرانيا" كان في موسكو لمناقشة القضية، وكان من المقدر أن تصل أيضاً رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا تيموشينكو إلى روسيا لبحث الملف، غير أن تعثر المفاوضات دفعت تيموشينكو إلى إلغاء الزيارة.يشار إلى أن خلافا مماثلا كان قد نشب بين روسيا وأوكرانيا في مطلع عام 2006، وأدى إلى خفض مؤقت في إمدادات الغاز إلى أوروبا، وأثار شكوكا في مدى مصداقية روسيا كشريك رئيسي في مشروعات الطاقة.
https://telegram.me/buratha