دعا جوسيه مانويل باروسو، رئيس المفوضية الأوروبية، كلا من رئيسي وزراء روسيا وأوكرانيا للعمل معا من أجل الاستئناف الفوري لضخ الغاز إلى دول الاتحاد الأوروبي بعد أن كان قد توقف تماما صباح اليوم ألأربعاء. وقالت المتحدثة باسم المفوضية في إيجازها الصحفي اليوم الأربعاء: "لقد حث الرئيس باروسو أوكرانيا وروسيا على استئناف الضخ الكامل والفوري لإمدادات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي."
وأضافت المتحدثة قائلة إن باروسو أخبر كلا من روسيا وأوكرانيا بأنه "من غير المقبول بأن تُؤخذ إمدادات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي كرهينة من قبل النزاع على الأسعار بين البلدين." إرسال مراقبين وهدد باروسو بأن المفوضية على استعداد لإرسال مراقبين إلى كلا البلدين من أجل مراقبة تدفق الغاز من روسيا عبر الأراضي الأوكرانية إلى دول الاتحاد الأوروبي." وكانت أوكرانيا قد قالت في وقت سابق من اليوم الأربعاء إن روسيا قد أوقفت كليًّا إمدادات الغاز الطبيعي عبر أراضيها إلى أوروبا وذلك إثر تفاقم الخلاف على أسعار الغاز بين موسكو وكييف مؤخرا. وأعلنت شركة "نافتوغاز" التابعة للحكومة الأوكرانية أن شركة "غازبروم" الحكومية الروسية قد توقفت عن ضخ الغاز إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية، وذلك في تمام الساعة 0744 بالتوقيت المحلي (0544 بتوقيت جرينتش) من صباح اليوم. بيان المفوضية يُشار إلى أن المفوضية الأوروبية كانت قد أصدرت يوم أمس الثلاثاء بيانا قالت فيه إن توقف إمدادات الغاز الروسي إلى الدول الأعضاء في الاتحاد "أمر غير مقبول". وجاء في البيان أيضا: "لقد تم وقف إمدادات الغاز إلى بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي دون سابق إنذار، وهذا يتعارض بشكل واضح مع تأكيدات السلطات الروسية والأوكرانية (بشأن ضمان انسياب إمدادات الغاز)". كما طالب الاتحاد الأوروبي، برئاسة التشيك، والمفوضية الأوروبية بإعادة إمدادات الغاز فورا إلى دول الاتحاد وأن يستأنف الطرفان المفاوضات بهدف إيجاد تسوية دائمة للخلاف التجاري بينهما". دول متضررة وقد ضمت قائمة الدول التي أعلنت توقفا تاما لإمدادات الغاز الروسي إليها عبر الأراضي الأوكرانية كلا من رومانيا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا والبوسنة والهرسك وبلغاريا وكرواتيا واليونان وهنغاريا ومقدونيا وصربيا، بالإضافة إلى تركيا. أما إيطاليا والنمسا، فتقولان إنهما تلقتا يوم أمس فقط 10 بالمائة من إمدادات الغاز الروسي المتوقع وصولها إليهما. وتقول بلغاريا إن لديها من إمدادات الغاز ما يكفيها فقط لعدة أيام، بينما لجأت دول عدة أخرى إلى احتياطيها الاستراتيجي لسد حاجتها من الغاز. وقالت سلوفاكيا إنها ستعلن حالة الطوارئ في البلاد بسبب تراجع إمدادات الغاز، وإن أكدت أنها ستسعى للحيلولة دون تأثير الانخفاض على الخدمات العامة الرئيسية وعلى المستهلكين. وقالت شركة "أو إم في" النمساوية إنه سيتعين عليها استخدام احتياطياتها من الغاز بسبب الأزمة. وكان العديد من الدول الأوروبية قد أعلن يوم أمس الثلاثاء أن إمدادات الغاز الروسي لها قد تراجعت بصورة كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية. احتياجات أوروبية يُذكر أن روسيا تزود أوروبا بحوالي ربع احتياجاتها من الغاز الطبيعي، ويعبر 80 بالمائة منها الأراضي الأوكرانية. برد قارس ويأتي الخلاف الحالي بين روسيا وأوكرانيا بشأن أسعار الغاز وسط موجة البرد القارس التي تجتاح أوروبا والتي يتوقع أن تؤدي إلى رفع الطلب على الوقود بشكل حاد. وتقول شركة "غازبروم" الروسية العملاقة إن أوكرانيا هي من أغلق ثلاثة من خطوط الأنابيب الأربعة التي تنقل الوقود الروسي إلى أوروبا، الأمر الذي حال دون ضخ الغاز الروسي عبرها. من جهة أخرى، قالت "نافتوغاز"، وهي شركة الطاقة الرئيسية في أوكرانيا، إنه من المقرر استئناف محادثاتها مع "غازبروم" الروسية يوم غد الخميس، بغية تسوية النزاع بينهما بشأن أسعار الغاز. وكان أوليه دوبينا، رئيس شركة "نافتوغاز"، قد أعلن استئناف المحادثات مع الشركة الروسية غير أن شركة "غازبروم" لم تؤكد النبأ. متأخرات مالية وكانت روسيا قد قطعت إمدادات الغاز عن أوكرانيا بداية العام الجاري وسط خلاف بشأن بعض المتأخرات من جانب أوكرانيا. وتتهم "غازبروم" أوكرانيا بإغلاق خطوط أنابيب نقل الوقود عبر أراضيها "بصورة غير مسبوقة"، وتقول إن 40 مليون متر مكعب من الغاز فقط تصل إلى أوروبا من أصل الـ 225 مليون متر مكعب المفترض ضخها. يُذكر أن الأعضاء الجدد بالاتحاد الأوروبي من شرق ووسط القارة يعتمدون بصورة كبيرة، وفي بعض الأحيان بصورة كاملة، على إمدادات الغاز الروسي. كما تستهلك ألمانيا وإيطاليا حوالي نصف الإمدادات الروسية إلى الاتحاد الأوروبي. وقد طالب وزير الاقتصاد الألماني، مايكل جلوس، كلا من روسيا وأوكرانيا باستئناف المحادثات في أقرب وقت ممكن بغية وضع حد للأزمة. وعد روسي وكانت "غازبروم" قد تعهدت بضخ المزيد من إمداداتها إلى الدول الأوروبية عبر خطوط أنابيب بديلة، مثل خط "يامال"، الذي يمر عبر بيلاروسيا إلى ألمانيا، و"بلو ستريم"، الذي بمر تحت البحر الأسود إلى تركيا. وقد نشب الخلاف بين أوكرانيا وروسيا بشأن أسعار الغاز قُبيل أسابيع. حيث تقول "غازبروم" إن لها مستحقات على أوكرانيا تتجاوز قيمتها 600 مليون دولار، في حين تؤكد أوكرانيا أنها قامت بتسديد كافة ديونها لموسكو. وقد أُضيف عامل آخر إلى الأزمة وهو فشل الجانبين في الاتفاق على سعر الوقود خلال عام 2009.
https://telegram.me/buratha