قال رئيس البنك الدولي روبرت زوليك ان الاقتصاد العالمي سينكمش خلال العام الحالي بحدة اكبر مما حدث خلال الاشهر الثلاثة الماضية، وهو ما يؤكد على الحاجة الى الاستعانة بمصادر الثروة المتوفرة من اجل مساعدة البلدان الفقيرة. واوضح زوليك، قبيل انعقاد مؤتمر وزراء مالية الدول الثماني الصناعية الكبرى في العالم يومي السبت والاحد، ان المؤشرات تفيد بان الاقتصاد العالمي سينكمش بمعدل ثلاثة في المئة، اي بدرجة اكبر من التقديرات السابقة التي وضعت نسبة الانكماش عند 1,75 في المئة.
وتأتي تعليقات زوليك في وقت صرح فيه مصدر من المؤتمر لوكالة رويترز للانباء بأن صندوق النقد الدولي رفع من نسبة توقعات نمو الاقتصاد العالمي من 1,9 في المئة الى 2,4 في المئة خلال هذا العام. الا ان الصندوق، حسب المصدر، اكد ايضا على حدوث انكماش نسبته 1,3 في المئة خلال ابريل/ نيسان الماضي في الاقتصاد العالمي. يشار الى ان الصندوق ينشر في العادة تلك التوقعات في السابع من يوليو/تموز. وقال زوليك، في تصريحات للصحفيين: "انا شخصيا اعتقد ان هناك جوانب معينة من الانتعاش الاقتصادي في عامي 2009 و 2010، لكن من وجهة نظر السياسة (الاقتصادية) لا يعتبر هذا هو القضية الجوهرية، والسبب لاننا امام درجة عالية من القلق والترقب". واضاف المسؤول الاقتصادي الدولي انه في السابق تعافت الاقتصاديات المتطورة بسرعة من ازمات قوية مر بها الاقتصاد العالمي، لكن هذه المرة هناك مخاوف من ان يكون التعافي من هذه الازمة بطيئا. يذكر ان من شواهد الكساد الاقتصادي العالمي، الذي تعود جذوره الى ازمة الائتمان العقاري الامريكية وما تبعها من انهيار سوق العقارات السكنية، كانت الزيادة المتصاعدة في عدد العاطلين عن العمل. واوضح زوليك انه على الرغم من ان النمو قد يعود مجددا في عام 2010 الا ان الدول النامية ستظل تعاني من اثار الازمة الاقتصادية، وستواجه تداعياتها المتفاقمة اذا لم تنتعش حركة صادراتها ويعود تدفق الاستثمارات الاجنبية اليها. يشار الى ان هذه ليست المرة الاولى التي يحذر فيها زوليك من مخاطر الازمة الاقتصادية العالمية على الدول الفقيرة. فقد حذر في ابريل من وقوع "كارثة إنسانية" فيها ما لم يتم القيام بتحرك سريع وعاجل. ودعا، في ختام "لقاء الربيع" الذي ينظمه البنك الدولي، الدول الغنية للقيام بجهد أكبر لمحاربة الفقر في دول العالم النامية.
https://telegram.me/buratha