قال رئيس الوزراء التونسي "مهدي جمعة" ان بلاده اعتقلت منذ بداية العام الحالي حوالي 1500 تكفيري مشيرا إلى استعداد حكومته للتصدي للمسلحين العائدين من سوريا ضمن حملة تهدف لانجاح الانتقال الديمقراطي في تونس مهد انتفاضات "الربيع العربي" مع استعدادها لاجراء ثاني انتخابات حرة.
وقال جمعة في مقابلة حصرية مع رويترز اجريت الجمعة بمكتبه بالقصبة "منذ بداية العام الحالي اعتقلنا حوالي 1500 من المشتبه فيهم بالارهاب وسيمثلون امام القضاء في الاشهر المقبلة من بينهم حوالي 500 سيمثلون امام القضاء هذا الشهر".
وقال جمعة ان عدد المقاتلين التونسيين في سوريا يصل الى حوالي ثلاثة الاف مقاتل تونسي بينما عاد مئات منهم الى تونس اعتقل بعضهم وتجري ملاحقة اخرين.
وردا على سؤال ان كان هؤلاء يمثلون نواة لتركيز تنظيم داعش قال رئيس الوزراء التونسي "نعم .. فعلا ممكن ان يكونوا نواة لها ونحن واعين بخطورة هذه المسألة وهذا مشكل نتقاسمه مع عدة دول اخرى".
وتخشى السلطات التونسية -التي شددت حملتها على التكفيريين منذ تعيين جمعة هذا العام- من اي تهديد قد يشكله الارهابيون على التحول الديمقراطي الهش في البلاد.
ومع ظهور جماعات تكفيرية بعد الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011 اصبحت تونس من ابرز المصدرين للمقاتلين الأجانب الذين انضموا لداعش والجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة الارهابية التي تقاتل في العراق وسوريا.
وتتحسب تونس لاي هجمات من جماعات تكفيرية بينما يستعد ملايين التونسيين للتوجه الى مكاتب الاقتراع لاجراء انتخابات برلمانية هذا الشهر واخرى رئاسية الشهر المقبل في اخر خطوات الانتقال الديمقراطي بعد أكثر من ثلاث سنوات من الانتفاضة التي أطاحت بزين العابدين بن علي.
وستجرى الانتخابات البرلمانية في 26 اكتوبر تشرين الأول الحالي. وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن حزب النهضة الاسلامي ومنافسه العلماني نداء تونس يتمتعان بحظوظ وافرة للفوز في هذه الانتخابات.
وقال جمعة ان حكومته أعدت خططا للتصدي لاي محاولات محتملة من التكفيريين التي تهدف لافشال اخر مراحل الانتقال الديمقراطي في تونس عبر استهداف الانتخابات المقبلة.
وأضاف "عززنا حضورنا الامني خصوصا على الحدود مع الجزائر وليبيا وعشرات الالاف من الجنود والشرطة سيؤمنون الانتخابات".
وتابع "رغم كل التهديدات الجدية فان الانتخابات ستنجح وستجري في مناخ من الامن ونحن انتهينا من وضع خطط امنية (وعاجلة) لمواجهة اي طوارئ".
ومنذ ثلاث سنوات شهدت تونس بروز جماعات تكفيرية من بينها أنصار الشريعة التي أعلنتها تونس والولايات المتحدة منظمة ارهابية بعد هجوم استهدف السفارة الامريكية واغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية العام الماضي.
لكن جمعة قال ان تونس أحكمت الحصار على هذه المجموعات المتحصنة بالجبال والتي تنسق مع "ارهابيين" في ليبيا التي وصفها بانها مصدر السلاح الرئيسي للجهاديين.
وتشعر تونس والجزائر ومصر بالقلق من تنامي وجود الجماعات التكفيرية التي تستفيد من الاضطرابات في ليبيا.
...................
2/5/141012
https://telegram.me/buratha