وبذلك تكون كوبا قد استعادت وضع السفارة لأول مرة بعد قطع العلاقات بين البلدين في عام 1961.
وفي وقت سابق من اليوم الاثنين رفع العلم الكوبي على مبنى وزارة الخارجية الأمريكية. وأضيف العلم الكوبي الأحمر والأبيض والأزرق في الساعة 8,00 تغ إلى أعلام الدول الأخرى المرفوعة عند مدخل المبنى في العاصمة الأمريكية، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية الاثنين.
هذا وسيقوم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الـ14 من أغسطس/آب المقبل بزيارة رسمية إلى كوبا ليصبح أول مسؤول أمريكي كبير تطأ قدمه هافانا بعد إعادة العلاقات مع واشنطن. وسيتوجه كيري في زيارته إلى السفارة الأمريكية الجديدة لرفع علم الولايات المتحدة بعد 54 عاما من القطيعة.
وأعيدت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في تمام الساعة 00,01 تغ ليلة الاثنين، كما استعادت شعبة المصالح الأمريكية في هافانا وضع السفارة الاثنين على أن تجري مراسم رفع العلم الأمريكي خلال زيارة لوزير الخارجية جون كيري مرتقبة في الأسابيع المقبلة.
stوزير الخارجية الأمريكي مع نظيره الكوبيوزير الخارجية الأمريكي يستقبل نظيره الكوبي
استقبل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الاثنين 20 يوليو/تموز نظيره الكوبي برونو رودريغيز في مقر الخارجية الأمريكية. وتصافح وزيرا الخارجية في لقاء تاريخي قبل أن يدخلا في اجتماع تناولا فيه أهم المسائل المتعلقة بالتقارب بين واشنطن وهافانا والتي أعلن عنها أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول 2014.
وفي مؤتمر صحفي عقدها الوزيران في ختام لقائهما، وصف الوزير الأمريكي محادثاته مع نظيره الكوبي بالبناءة، مشيرا إلى أن الطرفين بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى جانب القضايا المتعلقة بالأجندة الإقليمية.
وقال كيري إن قرار الولايات المتحدة وكوبا إعادة فتح سفارتيهما في الولايات المتحدة وكوبا، وزيارة وزير الخارجية الكوبي إلى واشنطن تسمح للبلدين "بعمل خطوة تاريخية باتجاه صحيح". وذكر الوزير الأمريكي أن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وهافانا لا تعني زوال "الخلافات العالقة حتى الآن بين رئيسي بلدينا". وصرح كيري بأن عملية تطبيع العلاقات مع كوبا ستكون "طويلة ومعقدة".
من جانبه اعترف وزير الخارجية الكوبي في ختام لقائه مع كيري بأن "خلافات جسيمة" لا تزال عالقة بين كوبا والولايات المتحدة، مع أنه أعرب عن اعتقاده بإمكانية التعاون بين البلدين. ودعا برونو رودريغيز إلى رفع الحصار الاقتصادي المفروض على بلاده من قبل واشنطن وإعادة قاعدة غوانتانامو العسكرية الأمريكية تحت السيادة الكوبية.
وكانت كوبا والولايات المتحدة أعلنتا في الأول من يوليو/تموز عزمهما على إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما في الـ20 من يوليو/تموز، وذلك بعد إعلانهما في ديسمبر/كانون الأول عام 2014 الماضي عن مجموعة إجراءات لتطبيع العلاقات.
يذكر أن الإدارة الأمريكية خففت خلال الأشهر الأخيرة القيود التجارية بين البلدين وحلت مشكلة تمويل قسم رعاية المصالح الكوبية في واشنطن (جهة كانت تمثل مصالح هافانا في الولايات المتحدة)، بالإضافة إلى شطب كوبا من قائمة الدول الممولة للإرهاب، وكانت هذه المسائل شروطا طرحها الجانب الكوبي لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة.
وفي كلمة متلفزة اعترف الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الـ17 ديسمبر/كانون الأول الماضي بأن سياسة العزل التي مارستها واشنطن تجاه كوبا أخفقت في تحقيق أهدافها، معلنا أن بلاده ستنهي هذه السياسة "التي عفا عليها الزمن"، لتفتح صحفة جديدة في العلاقات بين البلدين.
من جانبه أكد الرئيس الكوبي رؤول كاسترو إعادة علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، مشيرا في ذات الوقت إلى أن ذلك "لا يعني حل المشكلة الرئيسية، إذ يجب إنهاء الحصار الاقتصادي الذي يجلب لبلدينا خسائر هائلة".
وأجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الكوبي رؤول كاسترو أول لقاء بينهما في بنما أثناء قمة الأمريكتين في الـ11 من أبريل/نيسان، وذلك في أول اجتماع من هذا النوع منذ أكثر من 50 عاما. وقال أوباما أثناء قمة بنما إن التقارب بين واشنطن وهافانا يشكل "منعطفا" بالنسبة للأمريكتين.
أوباما وكاسترووكانت العلاقات الثنائية بين هافانا وواشنطن انقطعت عام 1961 على خلفية قيام السلطات الثورية الكوبية بتأميم مزارع قصب السكر ومصادرة الممتلكات الأمريكية في الجزيرة، بما فيها مصانع النفط.
وسبق لواشنطن أن فرضت حصارا اقتصاديا على الجزيرة في عام 1960 إثر الثورة الكوبية في عام 1959 ردا على تقييد كوبا الحريات السياسية والملكية الخاصة وغيرها من عناصر الاقتصاد الرأسمالي، وشهدت العلاقات الكوبية الأمريكية انفراجا نسبيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، أكبر شريك سياسي واقتصادي لهافانا، في أواخر عام 1991، دون أن يؤدي ذلك إلى تطبيع العلاقات الثنائية أو رفع الحصار الاقتصادي والتجاري الأمريكي عن كوبا.
https://telegram.me/buratha