توقع المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون، التوصل إلى اتفاق بشأن حكومة توافقية في ظرف يومين، بعد الإعلان عن توافق في الآراء بشأن البنود الأساسية من نص الاتفاق.
استئناف محادثات السلام بين فصائل ليبيةوأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، الأحد 13 سبتمبر/أيلول عن حصول توافق في الآراء بشأن البنود الأساسية موضحا أن الأطراف توافقت على 8 نقاط من أصل 9.
وقال ليون للصحفيين: "بعد ساعات طويلة من المناقشات، توصلنا إلى ما نعتبره توافقا في الآراء بشأن العناصر الرئيسية من نص الاتفاق، مشيرا إلى أن الفرقاء الليبيين استطاعوا تجاوز خلافاتهم بشأن 8 نقاط من أصل تسع".
واعتبر ليون أنه يوم مهم جدا لليبيين لأن ممثليهم أظهروا إرادة سياسية وعملوا بمرونة للتوصل إلى هذا الاتفاق، ووضعوا مصلحة بلادهم فوق جميع الاعتبارات.
وكشف أن التعديلات خاصة بالمجلس الأعلى للدولة وببعض الإجراءات الإدارية للتعيين في المناصب العليا في الدولة، دون أن يكشف عن تفاصيلها.
وقال ليون: "نأمل أن تتاح لنا في اليومين القادمين إمكانية التوصل إلى توافق في الآراء بشأن حكومة الوحدة رغم صعوبة ما تبقى من الحوار".
ويرى ليون أن نص الاتفاق سيحظى بالدعم الكامل من الطرفين، وسيقع التصويت عليه من قبل الفصائل الليبية، ومن ثم المصادقة عليه، مشيرا إلى أنه سيوزع النص التوافقي على أطراف الحوار السياسي الليبي، فيما سيغادر وفد المؤتمر الوطني العام الصخيرات لمدة 48 ساعة من أجل عرضه في طرابلس، ليعود لاحقا بأسماء المرشحين لحكومة الوحدة الوطنية.
لكنه أبدى تفاؤله بشأن التوقيع على اتفاق نهائي في المهلة المحددة وهي الأحد المقبل 20 سبتمبر/أيلول.
Reutersصالح آل مكتوم، نائب رئيس المؤتمر الوطني العاموسبق لوفد برلمان طبرق المعترف به دوليا أن قدم 14 اسما في جنيف فيما لم يقدم المؤتمر الوطني العام حتى الآن مقترحاته بخصوص الأسماء التي يرشحها في حكومة الوحدة الوطنية.
هذا وبالإضافة إلى أطراف الحوار الرئيسية ممثلة في طبرق وطرابلس، شارك ممثلو المجتمع المدني والأحزاب والبلديات في هذه الجولة التي وصفتها الأمم المتحدة بـ"لحظة الحقيقة".
كما عقد السفراء والمبعوثون الخاصون إلى ليبيا لقاءات مع الأطراف وأكدوا في بيان أن "الفوضى السياسية، وانتشار داعش، وتدهور الوضع الاقتصادي والأزمة الإنسانية تجعل من الضروري التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع"، معبرين عن تأييدهم لموعد الـ20 من سبتمبر/أيلول.
ولقيت هذه التصريحات ترحيبا من الاتحاد الأوروبي وإيطاليا اللذين اعتبراها "مشجعة".
وعلقت المنسقة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على نتيجة هذه المحادثات قائلة: "هذا أمر مشجع"، مؤكدة دعم الاتحاد الكامل لجهود المبعوث الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون. ودعت الأطراف في بيانها إلى اختتام المفاوضات سريعا وإبرام اتفاق "لمصلحة الليبيين جميعا".
كما رحب وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني بالتقدم في المفاوضات معتبرا أن الأسبوع المقبل سيكون "حاسما" للتوصل إلى اتفاق للخروج من الأزمة.
وتعاني إيطاليا من تدفق المهاجرين من ليبيا، فجزيرة لامبيدوسا الإيطالية تقع على بعد حوالى 300 كلم من سواحل ليبيا حيث يستغل المهربون الفوضى السائدة في البلاد.
وكانت الفصائل الليبية المتحاربة استأنفت المفاوضات في مدينة الصخيرات المغربية الخميس 10 سبتمبر/أيلول بدعم من منظمة الأمم المتحدة في محاولة لإنهاء الصراع بينها.
هذا وتشهد ليبيا أزمة سياسية أدت إلى صراع مسلح بعد حوال أربع سنوات من الإطاحة بحكم معمر القذافي، ما أسفر عن تشكيل حكومتين تتصارعان على السلطة، هما حكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام ومقرها العاصمة طرابلس، والحكومة المنبثقة عن مجلس النواب المنحل ومقرها مدينة البيضاء.
https://telegram.me/buratha